مرشدا أمينا لنا ، ولكن من الشيق أن نلاحظ أنه يذكر لنا سنة غير مقبولة وهي سنة ٢٩٦ ه. وهي في زعمه السنة التي وصل فيها أبو عبد الله الشيعي لإفريقية. ومع أنه يذكر هذه السنة فإنه يقدم لها بذكر أرقام ١٤٥+ ١٣٥ (٢٤٥+ ٢٣٥). والجملة تصل بنا إلى سنة ٢٨٠ ه.
وعلى ذلك فلا بد من سنة ٢٩٦ ، التي جاءت في المتن على اعتبار أنها السنة التي ذهب فيها عبيد الله إلى شمال إفريقية ، أن تكون خطأ. ومؤلفنا هو في الواقع لم ينفرد بهذا الخطأ. ولكن الأستاذ دي خوي ذكر أن رحيل عبد الله عن الشام وقع فيما يرجح في سنة لا تتجاوز سنة ٢٨٧ أو سنة ٢٨٨.
قد أورد صاحب «دستور المنجمين» رواية تسترعي النظر وهي أنه حين وصل عبيد الله مصر عزم على أن يمضي إلى اليمن ، وأنه لم يصرفه عن هذا العزم إلا ما نما إليه من أخبار عن عصيان ابن فضل ، وأنه ظل مختفيا في مصر حتى رحل إلى شمال إفريقية.
حاشية [١٣٧] : أورد الأستاذ دي خوي هذه الأبيات نقلا عن الخزرجي ، وقد أضيفت لها عبارات تدل على مبلغ ما أثارته هذه القصيدة من سخط في عقول مسلمي أهل السنة الذين حفظوا هذه الأبيات (١). وهذه
__________________
(١) اتهم المؤرخون علي بن الفضل بأنه أحل لأصحابه شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات (سلوك / كاي : ١٤٣ ـ ١٤٤) ؛ كما أظهر المجوسية وكفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلّم من عند الله عز وجل (أرندونك ص ٢ ـ ٣ نقلا عن سيرة الهادي لعلي بن محمد بن عبد الله العباسي العلوي ـ مخطوط بالمتحف البريطاني تحت رقم O ـ ١٠٩٣.
وأما بخصوص القصيدة المذكورة التي تدور حول محرمات الشريعة الإسلامية والاستهانة بها ، فإننا نرى أن هذه القصيدة نسبت إلى شاعر من شعراء ابن الفضل ، وقد يجوز أن قالها شاعر من فرقة الخطابية كما حكاه نشوان الحميري (حور ١٩٩) ، وهذا يدل على اختلاف الرأي فيمن قال هذه الأبيات. ولا تفيد المصادر التي تحت أيدينا عن حياة ابن الفضل وأمور مملكته إلا أنه استقل عن الدعوة الفاطمية ، وخرج عن الدين الحنيف ، والاتهامات التي نسبت إلى ابن الفضل أوردها الحمادي (كشف : ٢٩) وهو ألد أعداء الدعوة الفاطمية ، وعن الحمادي نقل كل من جاء بعده من المؤرخين.