ولكن الإمام جرح بخنجر ذلك الذي هجم عليه ، ولكن أتباع للإمام أنقذوا
أمامهم من المعركة التي حدثت .
وقبل أن ينقضي
طويل وقت كان يحدق بالإمام أخطار أشد جسامة ، فإن بيعة أفراد أسرة المنصور ،
وإخلاصهم لأيمان البيعة والطاعة لم يدم طويلا. وكان تعدد الأوامر والسلطات من
الكثرة بحيث أدى إلى خلق الغيرة والخلافات ، ليس بين أفراد الأسرة فحسب ، ولكن بين
غيرهم من الرؤساء الأقوياء. فأثيرت في وجه الإمام حملات التنديد والإنكار. فأعلن
عنه بأنه خال من صفات الإمامة التي يقتضي القانون الإلهي أن تكون في منصبه المقدس.
وطلب من الناس أن ينقلوا بيعته إلى الشريف حسن بن وهاس. وكانت قد وقعت بعض حوادث
الغصب والابتزاز بأمر الإمام أحمد بن الحسين. مما زاد من كراهية الشعب له : وقد
دعا الساخطون شمس الدين أحمد (المتوكل) رئيس الحمزيين ، وابن الإمام المنصور عبد الله ليكون على رأسهم ، وقد
لقوا العون من ملك اليمن من آل رسول . وتلاقت القوات المتشاحنة المتناحرة في شوابة في سنة
٦٥٦ ه . على ضفاف نهر ضروان ، الذي يسيل كما يقول بين شوابة
وبلدة بهذا الاسم على النهر.
وقد هزمت جنود
الإمام وولت الأدبار وتركته تقريبا وحده في ميدان المعركة ، قد أحاط به جمع من
أعدائه ، وتكاثروا عليه وقتلوه ، وحملوا رأسه
__________________