تاريخ ابن خلدون طبعه بولاق) ومعنى الكلمة : ذلك المعين للإخضاع والإذلال.
وقد نصب أحمد بن الحسين إماما ، ووافق على إمامته أسرة المنصور بالله التي أيدته تأييدا كاملا ، واستطاع قبل انقضاء وقت طويل أن يعقد معاهدة على قدم المساواة مع السلطان الرسولي في عهد المظفر يوسف (١) ، ومثل هذه الحالة كانت بالضرورة كريهة مزرية لا للسلطان فحسب ، ولكن للمسلمين من أهل السنة جميعا ، ولكن الخزرجي يخبرنا في العقود اللؤلؤية أن الخليفة العباسي المستعصم (٢) بالله أمر السلطان بأن يضع حدا نهائيا لنفوذ الإمام المارق عن الدين. ويحكي المؤرخون الزيدية قصة مغايرة لهذا تعد غريبة إلى حد ما ، فطبقا لروايتهم (٣) استعان المظفر بالمستعصم لقتال الإمام ، ويحكون أن الخليفة أرسل للسلطان بعض الحشيشيين أو بعبارة أخرى الفدائيين. ويمضي المؤرخ الزيدي بأن هؤلاء الأشخاص هم الذين يبيعون أنفسهم ويضحون بحياتهم لذبح شخص يرون أنهم في حاجة لقتله. ومن الشيق أن نلاحظ أن كلمة حشيشيين هي نفس الكلمة التي وجدها المستر لين (٤) في جغرافية الإدريسي ، تطلق على قوم يسمون بهذا الاسم. ويلاحظ لين بأن الكلمة مرادفة لمن يسموا الحشاشين ، والكلمة الأخيرة هي المتداولة في الوقت الحاضر ، ولو أنها اليوم يقصد بها الأشخاص الذين أدمنوا على استعمال هذا المخدر.
وقد أرسل السلطان المظفر الحشيشيين في بعثة مصطنعة للإمام فاستقبلهم الإمام في مجلسه ، وأوشكوا أن ينجحوا في تحقيق غرضهم ،
__________________
(١) هو الملك المظفر شمس الدين يوسف [الأول] بن عمر (٦٤٧ ـ ٦٩٤) ، وهو ثاني ملوك بني رسول باليمن.
(٢) هو أبو عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر تولى الخلافة في ١٠ جمادى الآخرة سنة ٦٤٠ وقتله هولاكو في ١٤ صفر سنة ٦٥٦ ه ..
(٣) اليواقيت ورقة : ١١٧.
(٤) هو إدوارد وليم لين ـ ألف ليلة وليلة ـ حاشية : ٤٦ الفصل الثاني.