ولكن الإمام جرح بخنجر ذلك الذي هجم عليه ، ولكن أتباع للإمام أنقذوا أمامهم من المعركة التي حدثت (١).
وقبل أن ينقضي طويل وقت كان يحدق بالإمام أخطار أشد جسامة ، فإن بيعة أفراد أسرة المنصور ، وإخلاصهم لأيمان البيعة والطاعة لم يدم طويلا. وكان تعدد الأوامر والسلطات من الكثرة بحيث أدى إلى خلق الغيرة والخلافات ، ليس بين أفراد الأسرة فحسب ، ولكن بين غيرهم من الرؤساء الأقوياء. فأثيرت في وجه الإمام حملات التنديد والإنكار. فأعلن عنه بأنه خال من صفات الإمامة التي يقتضي القانون الإلهي أن تكون في منصبه المقدس. وطلب من الناس أن ينقلوا بيعته إلى الشريف حسن بن وهاس. وكانت قد وقعت بعض حوادث الغصب والابتزاز بأمر الإمام أحمد بن الحسين. مما زاد من كراهية الشعب له : وقد دعا الساخطون شمس الدين أحمد (المتوكل) رئيس الحمزيين (٢) ، وابن الإمام المنصور عبد الله ليكون على رأسهم ، وقد لقوا العون من ملك اليمن من آل رسول (٣). وتلاقت القوات المتشاحنة المتناحرة في شوابة في سنة ٦٥٦ ه (٤). على ضفاف نهر ضروان ، الذي يسيل كما يقول بين شوابة وبلدة بهذا الاسم على النهر.
وقد هزمت جنود الإمام وولت الأدبار وتركته تقريبا وحده في ميدان المعركة ، قد أحاط به جمع من أعدائه ، وتكاثروا عليه وقتلوه ، وحملوا رأسه
__________________
(١) ويخبرنا نفس الكاتب بأن الإمام الفارسي أبو الحسن علي الهادي الحقيني الذي طارد الإسماعيليين بسبب حقده عليهم قتله حشيشي في سنة ٤٤٠ ه. قد أرسل بقصد اغتياله من قلعة ألموت (راجع كلمة حشاش وسبب تسمية الفداوية أتباع الحسن الصياح بهذا الاسم ، في كتاب : النزارية أجداد آغا خان : ٩٧ ـ ١٠٤)
(٢) هو الإمام المتوكل شمس الدين أحمد بن عبد الله بن حمزة تولى الإمامة سنة ٦٥٦ بعد موقعة شوابة. (زامباور / المترجم : ١ / ١٨٨).
(٣) وكان ذلك في عهد الملك المظفر شمس الدين يوسف [الأول] بن عمر (٦٤٧ ـ ٦٩٤). (نفسه : ١ / ١٨٤).
(٤) انظر حاشية رقم (١٦) ، ويقول مؤلف الجواهر بأنها تقع شرقي ظفار ، ويقول ياقوت بأنها على أربعة أميال من صنعاء ، وفي موضع آخر يقول أربع فراسخ ، ويقول ياقوت بأنها لا يطير فوقها طير. (معجم البلدان : ٥ / ٣٠٤).