(اقرأ محمد (١)) ، الذي اتخذ لقب الهادي إلى الحق ، وهو نفس اللقب الذي اتخذه سميه وسلفه مؤسس الدولة.
وفي الجهات الجنوبية ظهر عز الدين محمد الملقب بالناصر لدين الله بن المنصور عبد الله ، وقد اعترف بإمامته ، وهزم في سنة ٦٢٣ ه. في اشتباك قرب صنعاء مع جنود الملك الأيوبي المسعود ، فهرب إلى ثلا وجرح بسهم في عينه ، وتوفي قبل نهاية السنة ، وخلعه أخوه شمس الدين أحمد المتوكل على الله. وعلينا أن نذكر أن المنصور عبد الله ترك أسرة كبيرة من الأبناء فضلا عن هذين الولدين اللذين ذكرتهما هنا.
الإمام أحمد بن الحسين (بن أحمد بن القاسم) الملقب بالمهدي ، ظهرت إمامته في ثلا في سنة ٦٤٦ ه. وفي نسبه خلاف ظاهر بين الكتاب الذين أمكنني أن أرجع إلى مؤلفاتهم ، وهو أمر ظاهر الغرابة ، إذا علمنا ما يعلقه الزيدية من أهمية على صفات نسب أئمتهم. وقد عد الأهدل أحمد بن الحسين ولد الحفيد القاسم (أبو القاسم الحسين؟) ابن المؤيد أحمد (أحد أئمة الفرس) ، من سلالة زيد بن الحسن ، فهو تبعا لذلك ليس من أسرة الرسيين (انظر جدول النسب الملحق بالحاشية ١٠٧) (٢) ، ويرى مؤلف اليواقيت أن جده الأعلى هو المنصور القاسم المتوفى سنة ٣٩٣ ، والذي لم يكن بين أبنائه ولد يسمى أحمد إذ لم يرد ذكر لهذا. ويقول صاحب بغية المريد بأنه من سلالة أحمد بن إسماعيل أبي البركات أسوة بالملكة أم الإمام أحمد بن سليمان ، وأحمد بن إسماعيل أبو البركات من سلالة محمد بن القاسم الرسي ومقارنة التواريخ من جهة أخرى. وهي أن الإمام أحمد بن سليمان ولد في سنة ٥٠٠ ه. تجعل المسألة في وضع يحوط بالشك والغموض.
ولم أعثر على ما يوضح كلمة (الموطى) ، ولكن ابن خلدون كما يبدو قد أخذه من البيهقي (انظر ١٢٨ ووازن بينها وبين الفقرة ٢ / ٢٥٢ من
__________________
(١) ذكر زامباور / المترجم : ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ اسمه : الهادي نجم الدين يحيى بن حمزة.
(٢) انظر زامباور / المترجم : ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨.