بصعدة في ذي الحجة سنة ٢٩٨ ه. ويقال بأنه مات مسموما. وقد ترك أبناء ثلاثة : أبا القاسم محمد المرتضى ، وأحمد الملقب بالناصر ، والحسن.
وجاء في مصادرنا بأن الإمام الزيدي التالي ، هو الحسن بن علي الملقب بالناصر للحق. ولكنه اشتهر في التاريخ باسم الأطروش ، وقد ظهر في فارس سنة ٣٠١ ه. وتوفي في آمل طبرستان سنة ٣٠٤ ه.
ولكن جاء أيضا في هذه الروايات أن التالي للهادي في الإمامة ابنه محمد المرتضى ، وعند وفاة أبيه خلفه في الإمامة ، ثم تنازل في سنة ٣٠١ ه. لصالح أخيه أحمد الناصر ، وهذه الرواية لا تترك مجالا للأطروش (١). ويخبرنا مؤلف اليواقيت من جهة أخرى : أن إمامة ولدي الهادي متنازع عليها ، وموضع خلاف. وتوفي المرتضى في صعدة سنة ٣١٠.
وقد اشتبك أحمد الناصر لدين الله في حروب مع القرامطة في مسور شغلت أغلب وقته ، وقيل بأن حاكم مسور هو عبد الحميد بن محمد بن الحجاج (٢) وقيل بأن معركة دارت في شعبان سنة ٣٠٧ دحر فيها القرامطة. ولكن عبد الحميد نجح في الهرب وقد توفي أحمد الناصر سنة ٢٣٥ ه. كما جاء في كتاب الحدائق. أما فيما يتعلق بمن جاء بعد هؤلاء من الأئمة حتى أواسط القرن السابع الهجري فإني اكتفى بإحالة القارىء إلى جدول النسب في كل من الحاشية رقم ١٠٧ ، رقم ١٣٠. وعلى أن أضيف بأني لم أستطع أن أتحقق من اسم الكاتب ابن مجاب الذي ذكره ابن خلدون (٣).
__________________
(١) والأطروش هذا هو الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقد استولى على طبرستان في سنة ٣٠١ ه. وكان الأطروش زيدي المذهب ، شاعرا مفلقا ، إماما في الفقه والدين ، حسن النادرة. وكان له من الأولاد : الحسن وأبو القاسم والحسين إلخ .. (الكامل : ٨ / ٢٨ ـ ٢٩ ؛ زامباور / المترجم : ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨).
(٢) ويجب أن نفترض أن عبد الحميد هذا هو والد إبراهيم بن عبد الحميد الذي ذكره الجندي في تاريخه عن القرامطة. (السلوك / كاي : ١٥٢) ويسميه إبراهيم بن عبد الحميد الشيعي ، ويذكره صاحب كتاب (الكشف : ٤١ أن اسمه «إبراهيم بن عبد الحميد السباعي الشيعي»).
(٣) راجع كذلك تعليقنا على الحاشية : ١٠٧ ؛ راجع زامباور / المترجم : ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨.