إلى مطاردته وقتا طويلا. فعمد القاسم في نهاية عمره إلى اقتناء عقار يدعى الرس ويقع قرب ذي حليفة على الجانب الآخر من الجبل الأسود (١) ، وهنالك بنى القاسم لنفسه بيتا مات فيه سنة ٢٤٦ ه.
وخلف القاسم في الإمامة كما جاء في مؤلف اليواقيت محمد بن القاسم من سلالة علي زين العابدين والحسين أخو الحسن. وبما أنه من المعروف أن محمدا اختفى في سنة ٢١٩ ه. ، لذلك يبدو إدراج اسمه في عداد الأئمة ، أنه خطأ تاريخي ، ولكن ليست هذه الحالة حالة استثنائية. ولم يرد في كتابات المؤرخين شيء عن الحسين ومحمد ابني القاسم الرسي (٢).
وقد ولد يحيى بن الحسين قبل وفاة جده بعام واحد. ويحيى هذا هو الذي اتخذ لقب الهادي إلى الحق ، وطالب الهادي بحقه في الإمامة في سنة ٢٨٠ ه. ، وسار إلى صعدة حيث استخدم نفوذه لحسم النزاع الذي مزق المدينة وفرق أهلها. ولكن سرعان ما اضطر للتخلي عن هذا العمل واضطر إلى العودة إلى بلاد الحجاز. وفي أوائل سنة ٢٨٤ ه. تلقى دعوات من أهل المدينة لكي ينصبوه عليهم حاكما فلبى الدعوة. وفي صفر من هذه السنة ، ظهر مرة ثانية في صعدة مصحوبا بعمه محمد. وقد فتح نجران ، ثم اشتبك بعد ذلك في حرب مع القرامطة ، وقد سكت المؤلف الزيدي لكتاب الحدائق عن كثير من التفصيلات التي أوردها الخزرجي ، كما سكت عما جاء في كتاب : «تاريخ قرامطة اليمن (٣)» ، ولكنه قال بأن الهادي أرسل ولده محمد المرتضى لمعاونة أهل صنعاء في قتال الفرقة الإسماعيلية ، ويزيد على ذلك بقوله بأن الإمام أصبح الحاكم المطلق على اليمن. وتوفي الهادي
__________________
(١) وصف ياقوت ذا حليفة بأنها قرية تقع على بعد ستة أو سبعة أميال من المدينة وأنها ميقات أهل المدينة (٣ / ٣٢٩).
(٢) ذكر النسابة أسماء أولاد آخرين ، وليس من المستبعد أن عددا من سلالة القاسم قد استوطنوا مصر ؛ انظر (تاج العروس مادة (رس) ، وقارن ابن خلكان (١ / ١٥٥ ، ٢ / ١٤٦) طبعة ده سلان).
(٣) الصولي : تاريخ القرامطة ؛ محمد بن مالك : كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ؛ انظر أيضا : الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن.