يستظل تحتها مائة رجل ويسميها الكلهومة (١). وهذه الربوة فرع من جبل الصلو انفصلت عنه ، وترتفع على بعد مائة ذراع من الجنوب ، وعلى الجانب الشرقي خدير (٢) على مسيرة يومين ، وفي الشمال سوق الجوة ووادي الجنات. وفي الغرب حيث يتضاعف ارتفاع التل بالنسبة إلى الجنوب يوجد مربط رعي للخيل التي يملكها صاحب الحصن ، وكان يسكن قلعة على جبل صلو على قيد رمية سهم ، وباب حصن الدملوة يقع على جانبه الشمالي ، والوصول إلى القمة كان بواسطة سلمين لكل واحد منهما ١٤ درجة ، وبينهما سجن ومنزل الحرس فوقه ، ويستمد أهل هذه المنطقة الماء من مجرى يسيل قرب أصل التل من الدرجات السفلى للسلمين ، وماء المجرى عذب قراح وافر غزير.
وهذا المجرى يصب في وادي الجنات ، وهذا الوادي يتلقى مياه كثير من المجاري والغدران ، ويتصل به وادي ورزان (٣) والمياه المتجمعة تتزايد في طريقها بما يجتمع بها من مياه الروافد الأخرى تصب في البحر بجوار عدن. وعبارة الهمداني كما ذكرنا آنفا في الحديث عن الجوة تدل على موضع لهذا المكان عند الموضع المحدد في خريطة مانزوني تحت اسم مافيا أو قريبا منها. والجؤة كما في المتن تقع على الطريق العام من عدن. ومن الراجح أنها هي ومافيا اسم لموضع واحد. ويقول رينو في ترجمته لأبي الفداء (تقويم البلدان) : «الجوة اسم لبلدة شهيرة على جادة الجبال». وذكر الهمداني (ص ١٩٠) قلعة
__________________
(١) انظر حاشية يوينبل في طبعته لمراصد الاطلاع ٥ / ٤٨٩ حيث يقرر بأن الشجرة هي نوع من البلوط (كاي).
(٢) كان يوجد في منطقة خدير أيام الهمداني أطلال بلدة كبيرة قديمة تسمى سلوق. ويقول الهمداني بأنها الآن معروفة باسم جبيل الريبة (ذكرها ياقوت الذي ينقل عن الهمداني بهذا الرسم جبل الزينة) ، ومن بقاياها كما يقول الهمداني قطع الحديد وبقايا الذهب والفضة ، وصنوف المسكوكات. ونسب لهذه البلدة اليمنية الدروع السلوقية ، وكذلك الكلاب. والدعوى الأخيرة ولو أنها مطابقة للتعريف الشائع المسلم به فإني أميل إلى أنها في حاجة إلى تحقيق.
(٣) انظر وادي ورزان في خريطة مانزوني (كاي).