الحافظ ، وعلى ذلك فيمكن أن نقول : إنه عين في سنة ٥٢٦ ، فإذا كان هذا صحيحا فإنا نفترض أن الداعي عبد الله بن عبد الله تقلد هذا المنصب منذ تاريخ اختفاء ابن نجيب الدولة في سنة ٥٢٦ ، وتقلد وظيفته لمدة ست سنوات. ولكن رواية الجندي القائلة بأن إبراهيم الحامدي قد عين داعيا عند رحيل ابن نجيب الدولة يبدو أنه هو الرأي الراجح ، ويؤيده البيان الذي أورده فيما بعد ، وهو أن إبراهيم الحامدي توفي في نحو الوقت الذي وصل فيه إلى اليمن خبر موت الخليفة الآمر في مصر ، ولنقل إن ذلك كان في بداية سنة ٥٢٥ ، فإذا اعتبرنا الآن رواية عمارة القائلة بأن إبراهيم خلفه ابنه حاتم ، فإنا نجد أنفسنا وقد اعتبرنا الحال التاريخ الآخر الذي ذكره عمارة ، وهي السنة الثانية من حكم الخليفة الحافظ. ومع ذلك ففي هذه الحالة يجب أن يعتبر هذا التاريخ بأنه هو التاريخ الراجح حين نقلت وظيفة الدعوة نهائيا إلى آل زريع.
ومع ذلك فتوجد نقطة أخرى في حاجة إلى الاعتبار ، وهي أن حاتم بن إبراهيم بن حسين الحامدي يعرف بأنه كان رئيسا من رؤساء آل همدان الأقوياء وكان ينازع على العرش لمدة ثلاث سنوات السلطان الحاكم في ذلك الوقت وهو علي بن حاتم. وقد حدث هذا فيما بين سنتي ٥٦١ ـ ٥٦٤. ولا يمكن التوفيق بين هذه التواريخ وبين التواريخ التي أسلفنا ذكرها ، إذا افترضنا أن حاتم بن إبراهيم تقلد منصب الداعي حينما كان طفلا. غير أن هذا قد يساعدنا على توضيح وقوع هذا الأمر وهو أنه شغل هذه الوظيفة لمدة قصيرة.
حاشية [١٠٣] : توفي الخليفة الآمر دون أن يعقب ذكرا ، وذلك بعد ستة أشهر من ولادة الطفل الذي ورد ذكره في المتن ، وعلى ذلك فالطفل الرضيع الذي عقدت عليه الآمال الواسعة لا يمكن أن يكون قد عاش أكثر من أسابيع قليلة ، ولكن عند موت الخليفة وجدت امرأة من نسائه حاملا وعلى ذلك فقد أبيح للحافظ أن يحكم كوصي فحسب ، وذلك إلى أن يولد الطفل ، وعند ولادته تبين أنه أنثى. وربما يوضح لنا هذه العبارة التي وردت