في المتن أن الحافظ عند ما اتصل لأول مرة بالملكة ، كتب لها من ولي أمير المؤمنين (١).
حاشية [١٠٤] : رواية ابن خلدون فيما يتعلق بهذه النقطة ليست واضحة ، ويبدو أنها ناقصة عن طريق إهمال المؤلف أو إهمال الناسخ.
__________________
(١) أنجب الخليفة الآمر قبل قتله بقليل طفلا في الليلة المصبحة باليوم الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ٥٢٤. وسماه الطيب وكناه أبا القاسم ، وكتب سجلات البشارة بهذا المولود والنص على إمامته ، ومن ذلك سجله إلى الملكة أروى الصليحية (عمارة / كاي : ١٠٠ ـ ١٠٢ ؛ عيون : ٧ / ١٩٢ ـ ١٩٣). وبعد مقتل الخليفة الآمر أظهر الوزير أبو علي أحمد بن الأفضل مذهب أهل السنة ، يعد أن أقام الدعوة الخليفة المزعوم أبي القاسم المنتظر القائم في آخر الزمان المهدي حجة الله على العالمين ، واستولى على أمور الدولة ، وقبض على ابن مدين صاحب الرتبة (باب أبواب الطيب) وقتله ، فاستتر القاضي أبو علي صهر ابن مدين بستر الإمام الطيب وسافر معه ولم يعرف إلا المخلصون أين مقصده ومثواه. وما زال الستر إلى هذا الأوان والإمامة جارية في الإمام الطيب أبي القاسم أمير المؤمنين (عيون : ٧ / ٢٠١ ـ ٢٠٢). فلما قتل الوزير أبو علي أحمد بن الأفضل في نهاية فترة شغور (من الثاني من ذي القعدة سنة ٥٢٤ يوم اغتيل الآمر إلى الخامس عشر من المحرم سنة ٥٢٦ ، يوم تولى الحافظ عبد المجيد الخلافة الفاطمية بمصر).
وكان عبد المجيد قائما بحفظ القصر وظاهر الملك ولاية عهد المسلمين ، لا يدعي الإمامة ولا يعرف بها عند الخاصة والعامة إلى أن ظهر الوزير أبو علي بن الأفضل الذي تغلب على الديار المصرية وقصد إلى القاهرة وسجن عبد المجيد وظل في سجنه حتى قتل الوزير أبو علي ، خرج عبد المجيد محمد بن المستنصر من سجنه وادعى إمرة المؤمنين والإمامة ، وذلك حين استتر من استتر من الدعاة مع الطيب ، وقتل من قتل على يد الوزير أبي علي (الصليحيون : ١٨٢ ـ ١٨٥). وأما من ذهب من المؤرخين المتأخرين البعيدين عن مسرحي الدعوة ، المصري واليمني ، أمثال النويري : (نهاية الإرب : ١٦ / ٨١ ؛ أبو الفدا المختصر : ٢ / ١١٤ ـ ١١٥ ؛ العيني : عقد الجمان : ٣ / ورقة : ٥٥١ ؛ السيوطي : حسن المحاضرة : ٢ / ١٦ ـ ١٧). إلى القول بأن الآمر خلف امرأة حاملا فبويع بولاية العهد لابن عمه عبد المجيد. ولم يبايع بالإمامة حتى يظهر الحمل ، ثم بويع بالخلافة لما وضعت زوجة الآمر أنثى. هذا الكلام يدحضه السجل الذي أورده عمارة اليمني (١٠٠ ـ ١٠٢) وأورده إدريس (٧ / ١٩٢ ـ ١٩٣) نقلا عن مؤرخي الدعوة اليمنية السابقين ، ونحن نرجح قول عمارة والمؤرخين اليمنيين لإلمامهم بالحقائق وقربهم في الزمن والدعوة. (الصليحيون : ١٨٦ ـ ١٩٢).