وبعد هذا النص يمضي الجندي في رواية نهاية ابن نجيب الدولة
__________________
عباس (عيون : ٧ / ١) ، ثم خلفه الداعي عبد الله بن محمد بن بشر وكان ذلك في عهد العزيز (عيون : ٧ / ١ ـ ٢) ، ثم خلفه الداعي محمد بن أحمد بن العباس (نزهة : ١ / ٣٢ ـ ٣٣) ، ثم خلفه الداعي هارون بن محمد بن رحيم وكان في أيام الحاكم (كشف : ٢٢). ثم خلفه الداعي يوسف بن أحمد بن الأشج في عهد الحاكم (سلوك / كاي : ١٣٩ ـ ١٥٤). ثم خلفه الداعي سليمان بن عبد الله بن عامر الزواحي في عهدي الحاكم والظاهر (كشف : ٣٩ ـ ٤٢) (راجع ذلك بالتفصيل في كتاب : «الصليحيون» : ٤٩ ـ ٦١).
والدولة الفاطمية الثانية : ظلت في اليمن من سنة ٤٣٩ إلى سنة ٥٣٢ ، وهي مدة حكم الدولة الصليحية ، وتولى أمور الدعوة فيها السلطان علي بن محمد الصليحي الذي ورث أصول هذه الدعوة عن الداعي سليمان بن عبد الله الزواحي ، وقد جمع بين الملك والدعوة. ولما قتل سنة ٤٥٩ خلفه ابنه أحمد المكرم رئيسا للدولة والدعوة ولكن الإمام المستنصر بالله لقبه (بداعي السيف) ، وعين بجواره الداعي لمك بن مالك ولقبه (داعي القلم) (نزهة : ١ / ٨٣ ؛ عيون : ٧ / ١٠٤). ولما توفي المكرم سنة ٤٧٧ استمر الداعي لمك يعمل في عهد الملكة أروى في نفس وظائفه ، ولما توفي سنة ٥١٠ (صحيفة الصلاة ٣٣٥) ، خلفه ابنه يحيى في نفس الوظيفة : «فاستمر ينصب الدعاة ويوضح معالم الدين ويحيي مراسمه ، ويبين شريعته ، ويفسر تأويله وحقيقته» (عيون : ٧ / ١٤٤).
وظل يحيى يباشر أمور الدعوة في عهد الملكة أروى حتى توفي سنة ٥٢٥ (صحيفة الصلاة : ٣٣٩).
ولما رأت الملكة بثاقب فكرها أن الدولة أخذت تتزعزع أركانها ، قررت فصل الدعوة عن الدولة فصلا تاما ، حتى تباشر الدعوة نشاطها الديني والعلمي مستقلة عن تأييد الدولة ، ففصلت هذه الدعوة كلية عن إدارة الحكومة ، فأصبح يقوم بأعباء هذا النظام الثنائي رؤساء مختارون لإدارة شؤون الدولة والدفاع عن المملكة ، وآخرون للدعوة. وقبل وفاة الداعي يحيى أقام بالاشتراك مع الملكة الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي في رياسة الدعوة (عيون : ٧ / ١٨٧ ـ ١٨٨). وبعد اختفاء الإمام الطيب ابن الخليفة الآمر الفاطمي دخلت الدعوة في اليمن مرحلة أخرى. فصارت منظمة دينية بحتة بعد سقوط الدولة الصليحية سنة ٥٣٢ ، يعوزها تعاون الدولة وتأييدها ، مع أنها كانت دائما طوال القرون تسعى لإنشاء دولة مستقلة في المناطق التي قطنها أولو الدعوة ، وبانفصال الدعوة اليمنية عن الدعوة الفاطمية باسم الدعوة الطيبية ، أصبح الداعي الذؤيب أول داعي مطلق للإمام المستور (الطيب بن الآمر بن المستعلي). وبذلك يكون الداعي الذؤيب قد أدرك دور الظهور ودور الستر.
ولما توفي سنة ٥٣٦ خلفه في الدعوة الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي حتى توفي سنة ٥٥٧ ، فخلفه ابنه الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي حتى توفي سنة ٥٩٦. (للاستزادة في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب الصليحيين : ٢٦٩ ـ ٢٩٨).