حاشية [١٠١] : دفن ابن مهدي (١) في زبيد كما جاء في الخزرجي ، وقد دفن في موضع هنالك كان قد اختاره بنفسه ، وعرف المسجد الذي بني فوق قبره باسم المشهد. وكان يقع مقابلا للمدرسة المعروفة بالمائلين (الميلين أو الميلون) ، وكانت منارة المسجد لا تزال قائمة في أيام الجندي ، ولكن حول المسجد إلى مربط للخيل ، استخدمه أحد ملوك الترك. وجاء في الخزرجي أن السلطان الأشرف إسماعيل (٧٧٨ ـ ٨٠٣) من ملوك الدولة الرسولية وضع أساس مدرسة في موقع قبر ابن مهدي ، ولكنه عدل عن نية البناء ، وتحولت البقعة إلى مناخ تنيخ به إبل السلطان ، وظلت تستخدم لهذا الغرض إلى عصر المؤلف.
وقد هاجم مهدي الذي جاء بعد أبيه علي بن مهدي ، أهل لحج وذبحهم في سنتي ٥٥٦ ، ٥٥٧ ، ثم فتح الجند وذبح أهلها ، وألقى بجثث القتلى في بئر المسجد وكان هذا سنة ٥٥٨ ، ثم قفل راجعا إلى زبيد وهو يعاني من علة في جسده حيث طفح فيه طفح يدل على نتيجة حروق. ثم أصبحت مجموعة من القروح المفتوحة ، وكان هذا حاله حين اضطر لأن يحمل من تعز في محفة مبطنة بقطن وصوف محلوج (مندوف).
وقد توفي في غرة ذي القعدة سنة ٥٥٨ ه. وبعد أن نقل الخزرجي البيانات الآنفة الذكر عن الجندي مضى يقول : إن مؤلف «كتاب العقد الثمين» قد أورد لنا رواية مختلفة عن تعاقب حكام هذه الدولة فيقول : إنه طبقا لما ذكره هذا الكاتب ، جاء بعد ابن مهدي ولداه مهدي وعبد النبي ، والأخير تولى الإدارة العامة لشؤون الدولة ، ونهض أخوه بقيادة الجيش. ويقول الكاتب بأن مهدي عاد من حملته على الجبال في محرم سنة ٥٥٩ ،
__________________
(١) بنو مهدي حكموا فترة في اليمن وقد تولى أمراؤهم على النحو الآتي :
أ ـ أبو الحسن علي بن مهدي بن محمد بن علي بن داود بن محمد بن عبد الله بن محمد ... الرعيني سنة ٥٥٣ / ٥٥٤ ه.
ب ـ مهدي بن علي (توفي في مستهل سنة ٥٥٨) ٥٥٤
ح ـ عبد النبي بن علي (حتى سنة ٥٦٩) ٥٥٨
(زامباور : ١ / ١٨٢).