قد أخطأ في كتابتها وجعلها ثمانين ، ولكن إذا كان المنصور كما هو مرجح طفلا عند ما مات أبوه سنة ٥٠٤ فمن الجائز أن يكون قد حكم لمدة ثلاثين عاما عند ما أدركته الوفاة سنة ٥٤٨ مثلا (١).
حاشية [١٠٠] : ذكر الخزرجي موضع الشماحي (٢) ، كما ذكر المجمعة (٣) وشرياق وثالثه ، ويفهم من عبارته أن هذه المواضع الثلاثة تقع في مخلاف جعفر. ويقول ياقوت بأن المجمعة تقع في واد نخلة. وضبط الجندي ثالثه بأنها الثلاثي. وذكر شرياق في الفقرة التي نقلها عن ابن حاتم وهي في حاشية [١٠١]. ودمت من بين أسماء المواضع التي أوردها الخزرجي ، وقد ذكرها الهمداني (صفه ١٠٠) بأنها تقع جهة سحول ، كما ذكر كتاب المراصد استنادا على الجندي ويزيد عليه باقتباس يتعذر فهمه. ولم يذكر الخزرجي موضع طحلة ، ويبدو أنها إعادة لكلمة نخلة ، لم يراع شيء من العناية في كتابتها.
__________________
(١) كان منصور بن المفضل بن أبي البركات الحميري مستوليا على ذي جبلة ، وملك بني المظفر في أشيح وحصونهم بعد وفاة أبيه المفضل سنة ٥٠٤ ، وكان يدين بالطاعة للملكة الحرة حتى وفاتها سنة ٥٣٢ ، وبعد ذلك استولى على ما كان تحت يدها من حصون وذخائر وأموال ، ولما تقدمت به السن ، وأعيته الشيخوخة عن التحرك ، باع حصون بني الصليحي ومدنهم سنة ٥٤٧ ه (عيون : ٧ / ٢٠٧) ، وهي ثمانية وعشرون حصنا ومدائن ، اشتراها المتوج محمد بن سبأ بن أبي السعود الزريعي بمئة ألف دينار (عمارة / كاي : ٥٦). أما منصور بن المفضل فنزل إلى حصن تعز وصبر ، ولم تزل صحته تتدهور حتى وافاه الموت سنة ٥٥٢ ، فخلفه ابنه أحمد ، واستمر هذا مالكا لتعز وصبر حتى سنة ٥٥٨ ، حيث اشتراها منه علي بن مهدي ، وانتقل أحمد إلى الجند فسكنها إلى أن توفي سنة ٥٦٣ (قرة : ٢٧). وبقيت هذه الحصون والقلاع في أيدي ملوك بني زريع إلى أن استولى على بلادهم عبد النبي بن علي بن مهدي ، وتملك بلادهم غير عدن ، فإنهم صالحوه على تركها في أيديهم (عيون ٧ / ٢٠٧). حتى أزالهم عنها توران شاه بن أيوب. (الصليحيون : ٢٤٠ ـ ٢٤١).
(٢) ذكرها ياقوت الشماخي (٥ / ٢٩١).
(٣) موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل (ياقوت : ٨ / ٢٨٩) ؛ وهذيل بن مدركة بطن من مدركة من العدنانية ، وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ـ أو قد يكون هذيل بن زيد بطن من قضاعة من القحطانية (معجم قبائل العرب : ٣ / ١٢١٣ ـ ١٢١٥).