السجود ، إذا تعمد أصحابها إحداثها بضغط جباههم على الأرض عند السجود ، فمثل هذه العلامات يقصد به الرياء والسمعة والتظاهر بالورع. نسأل الله السلامة منها ، كما يقول الكاتب الذي نقل عن تفسير الكشاف. وكلمة (اعتزل) التي وردت في تاريخ ابن خلدون كما وردت في تاريخ عمارة ترجمتها بكلمة خلا إلى نفسه (اعتكف) ، ولكنها يمكن أن تفيد بأن ابن مهدي مال إلى آراء المعتزلة ، ولكن ابن خلدون أعده من الخوارج واستند على ما جاء في عمارة من أن ابن مهدي كان يرى أن مرتكب الكبيرة كافر. ونلاحظ أن عمارة يتكلم عن ابن مهدي بأنه خارج ، وهي كلمة تفيد بأنه ثائر فحسب.
حاشية [٩٦] : في طبعة ديترصي لديوان المتنبي (ص ٢٨٠) رواية البيت هكذا :
فكأنها نتجت قياما تحتهم |
|
وكأنهم ولدوا على صهواتها |
ويقول الجندي : إن الملكة «علم» أعفت في سنة ٥٣٦ ابن مهدي وأتباعه من دفع الخراج ، وأنه بعد موت الملكة سنة ٥٤٥ ه زاد أتباعه زيادة كبيرة. وقد أورد هذا الكاتب الخطبة التالية التي ألقاها ابن مهدي على أتباعه :
«والله ما جعل الله فناء الحبشة إلا بي وبكم ، وعما قليل إن شاء الله سوف تعلمون والله العظيم رب موسى وإبراهيم ، أني عليهم ريح عاد وصيحة ثمود ، وإني أحدثكم فلا أكذبكم ، وأعدكم فلا أخلفكم ، ولئن كنتم أصبحتم اليوم قليلا لتكثرن ، أو وضعاء لتشرفن ، أو أذلاء لتعزن حتى تصيروا مثلا في العرب والعجم.
ليجزي الله (الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) فالأناة ، الأناة ، فوحق الله العظيم على كل مؤمن موحد لأخدمنكم بنات الحبشة وأخواتهم ولأخولنكم أموالهم وأولادهم ثم قرأ : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلى قوله تعالى : (أَمْناً).