حاشية [٩٥] : ذكر الجندي نسب علي بن مهدي ولكن أفاض فيه الخزرجي وهو كما يلي : «أبو الحسن علي بن مهدي بن محمد بن علي بن داود بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد القادر (؟) بن عبد الله بن الأغلب بن أبي الفوارس بن ميمون من قبيلة حمير ، ومن عشيرة رعين» ، ويوضح الجندي الأعلام الجغرافية التي وردت في كتاب عمارة كما يلي : «أول ما ظهر أمره بالعرك التي هي أسفل وادي زبيد ، أولها قرية العنبرة والقضيب والأهواب والمعتفي وواسط وما قاربها من الأماكن ، وصار له فيها ذكر في الصلاح». وبعد ذلك بعدة أسطر أمدنا الجندي بالحركات لكلمة القضيب بهذا الشكل ، ولم أجد في غيره من المصادر اسم العرك ، وقد ورد ذكر العرك كموضع قريب من زبيد ويقول ابن المجاور : إن وادي العرك هو اسم آخر لقويض على نصف فرسخ من وادي رمع وعلى أربعة من زبيد. ولم يرد اسم الفرح أو العارة في كل من الجندي والخزرجي ، ولكن العارة وصفها ابن المجاور بقوله : «إن أهلها من صيادي السمك ، وأنه على مقربة منها أطلال بلدة يمكن أن نتبين فيها آثار مسجدين».
وقد وصف عمارة ابن مهدي ، ويزيد الجندي عليه بأنه كان رقيق القلب قريب الدمعة غزيرها. وهو وصف لا حاجة بنا لأن نعده مناقضا للقسوة التي بدت منه في أعماله. ومع ذلك فالمؤلف يقصد إلى أن ابن مهدي ، كان من عادته أن يبكي كلما خلا لربه ، وتذكر ذنوبه. وتشير العبارة : (بين عينيه سجاده) إلى الآية القرآنية ٢٩ في سورة ٤٨ (١).
ويحكي المفسرون أن عليا زين العابدين حفيد علي بن أبي طالب ، وعلي بن عبد الله بن العباس جد الخلفاء العباسيين كانا يلقبان بذوي الثفنات ، لما كان في جبهتيهما من أثر عكوفهما على السجود. وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه كان لا يحبذ مثل هذه العلامات ، ولكن استهجانه لها يؤول بذكرى الاحترام التي يشعر بها المسلمون نحو زين العابدين ، وعلي بن العباس. ويذهب المؤيدون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان لا يرضى عن علامات
__________________
(١) سورة الفتح آية : ٢٩.