حاشية [٧٨] : من العسير أن نستخلص من هذه الفقرة معنى متسقا ، كما يتعذر علينا أيضا أن نفهم الرواية المماثلة التي أوردها الخزرجي ، وأثبتناها في هامش النص العربي. وكلمات عمارة لا بد أن تفيد بأن السيدة قد لقبت بالحرة لأنها أنجبت لمنصور طفلا ، وهذا تفسير فيما يتعلق بها يتعذر قبوله ، خاصة إذا كان من رجل يمني كعمارة. وقد آثرت أن أقرأ بنت كما في الخزرجي ـ بدلا من بيت. ولكن في نص عمارة كلمة فتنة بدلا من بنت التي أعادها الخزرجي ، ومع ذلك فالفقرة تظل غاية في الغموض.
وكنية أبو الجيش يعرفها الناس جيدا ، لأنه قد كني بها واحد من أمراء مصر من دولة آل طولون (١) ، وهذه الكنية تفيد صاحب الجيش الكبير. ولكن كلمة جيش يمكن أن تترجم على أنها اضطراب وشغب وهياج ، وربما كان يقصد بالكنية هذه المعاني التي وردت في كتاب عمارة. وأضيف إلى أن اسم جياش المشتق من جاش يمكن أن يترجم بمعنى كبير النفس وعالي الهمة.
حاشية [٧٩] : ويضيف الخزرجي استنادا على الروايات التي سمعها من أناس عديدين بأن منّ الله (٢) دفن في مسجد في زبيد يقع في موضع يسمى «الحد».
وفي زمن الخزرجي كان هذا المسجد يسمى بمسجد ابن الرداد ، باسم رجل قام بتجديده عند ما تداعى بناؤه. ثم يقول : بأن المسجد في العصور السابقة اشتهر بمسجد ابن منّ الله.
حاشية [٨٠] : أبو الحسن بن اللبان الفرضي من كبار الفقهاء وهو
__________________
(١) هو أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون ، تولى الحكم في مصر في ذي القعدة سنة ٢٧٠ ه. واغتيل قرب دمشق في ذي الحجة سنة ٢٨٢ ه. (زامباور / المترجم : ١ / ١٤٣).
(٢) وزر منّ الله الفاتكي إلى منصور بن فاتك بن جياش كما وزر لابنه من بعده وكانت مدة وزارته من سنة ٥١٨ ه إلى أن توفي في ١٥ جمادى الأولى سنة ٥٢٤ ه. (الصليحيون : ٣٣٩).