أهلها في أمر زواجها منه ، وقد نصح القاضي أبناء قبيلتها وكان تغلبيا تربطه بهذه القبيلة وشائج القربى بألا يستجيبوا لمطلبه ، ولكن جياشا فاز بمأربه بما أنفق من المال ، وقد أعلمته المرأة حين تزوجت به بما صنعه القاضي (١) في أمر زواجها ، وأورد الخزرجي ثلاثة أبيات بدلا من بيت واحد من الشعر الذي ألفه حسين بن القم (٢) وهي :
أخطأت يا جياش في قتل الحسن |
|
فقأت والله به عين الزمن |
ولم يكن منطويا على دخن |
|
مبرأ من الفسوق والدرن |
كان جزاه حين ولاك اليمن |
|
قتلكه ودفنه بلا كفن |
حاشية [٧٦] : وصف الهمداني جريب (٣) بأنها موضع يعقد فيه سوق
__________________
من سلالة حمير. ويقول الهمداني أيضا أن جزر فرسان سميت باسم القبيلة التي كانت تدين بالنصرانية من قبل ، وقد كان لها كنائس في الجزر. ويوصف بنو فرسان بأنهم من التجار المغامرين الذين يتاجرون في تجارة واسعة مع الحبشة (صفة : ٥٣ ، ٩٨).
(١) والقاضي أبو محمد الحسين بن أبي عقامة ، يلقب بمؤتمن الدين ، وقد كان عالما مجتهدا ، مشاركا في كثير من العلوم ، ومن مصنفاته. كتاب جواهر الأخبار وكتاب في الفرائض والحساب وآخر في المساحة ، وقد ولي القضاء الأكبر في عهد الصليحيين ، ثم في عهد جياش بن نجاح الحبشي ، وكان الأمير أسعد بن شهاب يثني عليه مع مخالفته له في المذهب الديني ، فكان يقول عنه : قام الحسن بأمور الشريعة قياما يؤمن عيبه ويحمد غيبه (قلادة : ٢ / ٢ ورقة : ٦٣٥). وكان جياش يجله ويكرمه ويعظمه ، وهو الذي لقبه بمؤتمن الدين. وكان مع غزارة علمه شاعرا فصيحا ومترسلا ممتازا (نفسه).
(٢) انظر هامش (٢) حاشية : [٣٨] ص ٢٢٨.
(٣) جاء في العيون : (٧ / ٢٢) ؛ الحريث والصواب الجريب كما جاء في ديوان الخطاب ؛ ونزهة : (١ / ٨٦) ، وهو بلد في سراة قدم ، والجريب من بلاد حجور هي سوق لأهل تهامة وعثر وجميع بلد همدان ، كما ذكرها أبو محمد الهمداني في صفة : ٦٩ ، ١١٣.
ويقول عمارة بأن إبراهيم بن جياش توجه إلى الحسين بن أبي الحفاظ الحجوري صاحب الجريب ، والواقع أنه التجأ إلى الحسين بن أبي الحفاظ ، وهو والد السلطان الخطاب بن الحسن الحجوري الهمداني الذي لعب دورا هاما في عهد الملكة الحرة أروى بنت أحمد الصليحية ، وقد قال فيه صاحب العيون : (٧ / ٢٢٦): «.. وكان الخطاب بن الحسن أخا الملكة من الرضاع ، ذا منزلة جليلة ، وهو أرفع الدعاة بعد