كتبها لمؤدب ولده ، كما يقرظون كتابه في تاريخ زبيد. ويضيف الخزرجي أن كتاب جياش كان في عهد الخزرجي (١) من الندرة بمكان ، وإنه كان يتعذر الحصول عليه في مكتبة من مكتبات البلاد. ويذكر الجندي نقلا عن عمارة أن جياشا كان يلقب بالعادل أبي الطامي ، ومن الشعر الذي أورده الجندي مما ألفه جياش البيتين التاليين :
إذا كان حلم المرء عون عدوه |
|
عليه فإن الجهل أبقى (٢) وأروح |
وفي الصفح ضعف والعقوبة قوة |
|
إذا كنت تعفو عن قليل وتصفح |
ويمضي الجندي في حديثه عن شعر جياش فيقول بأن عمارة يعد البيت التالي من أعظم ما نظم جياش وهو :
كثيب نقا من فوقه خوط بانة |
|
بأعلاه بدر فوقه ليل ساهر |
ويبدو لأول وهلة أن استحسان عمارة لهذا البيت يدعو إلى الدهشة ، ولكنه يعتمد على مقدرة القراء العرب في إدراك مقصد الشاعر ، الذي لا يقصد من وضعه أن يصور لنا بادية تضيئها أشعة القمر هو على العكس ، يفصل مفاتن محبوبته وبضاضة جسمها وليونة قوامها التي أشبهها بغصن البان ، كما جعل محياها يشع بالحسن والجمال ، كما يشع القمر وهو بدر بالضياء والثناء.
ويحكي الخزرجي الظروف التي أفضت إلى موت ابن أبي عقامة ، فقد أراد جياش امرأة ، فتنه ما سمعه عن جمالها الباهر ، وكانت فتاة من قبيلة عربية تنتمي إلى ربيعة بن نزار التي كانت تسكن وادي موزع (٣). وانقسم
__________________
(١) المتوفى في القرن التاسع الهجري (٨١٢ ه.) ، ومعنى هذا أن الكتاب الآن يعتبر في حكم المفقود ، أي لا وجود له.
(٢) أولى في خزرجي.
(٣) يقول الهمداني بأن الجهات المجاورة لموزع وفيها مخاوبات المندب ، وقد سكنهما بنو مسيح ، وهم قبيلة من بني ماجد ، وهم بطن من بني حيدان ، وقد سكنهما أيضا بنو فرسان من سلالة بني تغلب ، ويضيف الهمداني بأن نسابة بني حمير يزعمون أن هؤلاء