مسيئة لهم لصدورها من قلم رجل أقر بأنه من أهل السنة ، فقد كتب الأهدل ما يأتي : غالى عمارة في مدح الداعي عمران وتحدث عنه في غلو وإغراق ، يمدح سجاياه وفضائله ، ويرجع هذا لما ناله من أمراء الدولة الزريعية (لإحسانهم إليه وميله إلى محبتهم ، بل يقال بأن ذلك يرجع إلى ميله لمعتقدهم أي التشيع والتسمعل ، فاعلم ذلك).
ومن بعد فقرة يتحدث فيها عمارة عن عمران ، ويستند في مدحه على اعتبارات أقوى من هذه ولا يمكن نقضها. (انظر الحاشية التالية).
حاشية [٦٩] : ذكر الجندي (ورقة ١٨٦) ، معلومات تدلنا على أن مخطوط عمارة الذي نحن بصدده لم يستكمل هذا الموضوع ، انظر أيضا الخزرجي (ص ٧٧). وذكر الجندي ما نصه : ... وأما أحسن قول عمارة فيه حينما أورد ذكره : لله در الداعي عمران بن محمد بن سبأ ، ما أغزر فيه حينما أورد ذكره : لله در الداعي عمران بن محمد بن سبأ ، ما أغزر ديمة جوده ، وأكرم نبعة عوده ، وأكثر وحشة في بدرة الطريق من النظرات ، وأقل موانسة فيها ولو لم يكن من توفيقه إلا سلامته من ابن مهدي. وكانت وفاته سنة ٥٦٠ ه. فنقله الأديب أبو بكر (بن محمد العبدي) إلى مكة ودفنه في مقابرها ، قربه الله [أبد] الآبدين. (وقد) أحسن هذا ، ولم يصنع على هذا ، فإن أكابر الملوك يودون الدفن بمكة وأن يبذلوا في مقابلة ذلك أموالا ، فلا يحصل لهم ، وهذا أيضا دليل آخر على توفيقه. ومن مآثره الباقية في عدن المنبر المنصوب في جامعها ، واسمه مكتوب عليه ، وهو منبر له حلاوة في النفس ، وطلاوة في العين. وتوفي عمران عن ثلاثة أولاد هم : محمد وأبو السعود ومنصور ، وكلهم صغار في كفالة الأستاذ أبي الدر جوهر المعظمي ، بحصن الدملوة. والقائم بعدن والمدبر لأمور البلاد الشيخ ياسر بن بلال
__________________
لأنهم فواطم ، على الرغم من أن الوحدة قد تمت لبلاد اليمن جميعها على يد هؤلاء ، ويرى عمارة (عمارة / كاي : ١٨): «أن هذا أمر لم يعهد في جاهلية ولا إسلام» ، وبين ذلك العرشي (بلوغ المرام ١٥) بقوله : «ولم يقع لأحد فيمن ملك اليمن ما وقع لعلي بن محمد الصليحي ، فإنه استولى على اليمن سهله وجبله وشماله وجنوبه وشرقه في مدة يسيرة بعد أن قهر ملوكه».