الملكة ابن نجيب الدولة ، ولكنها أرسلت معه أحد كتابها. وعند الوصول لعدن رحل الرسول مع ابن نجيب الدولة وتأخرت رحلة كاتب الملكة لعدة أيام. وعند باب المندب أغرقت السفينة التي عليها ابن نجيب الدولة ، ولا أدري مصير ابن نجيب الدولة لأن عمارة لم يذكره ، وقد ندمت الملكة على تسليمها لابن نجيب الدولة وعلى إبعاده مع كاتبها.
وينتهي تاريخ الدولة الصليحية في تاريخ الجندي في ورقة ١٨٥ وفيها العبارة التالية التي نقلها الخزرجي نقلا يكاد يكون بالحرف الواحد : «عند ما توفيت الملكة في التاريخ الذي ذكرته فيما يتعلق بنهايتها (١) أوصت منصور ابن المفضل بأن يخلف دولة الصليحيين ، وقد باع حصني تعكر وحب حصني المخلاف ـ وقد قرأتها وحصن المخلاف ـ (جعفر) وما حولهما من الأراضي للداعي محمد بن سبأ بن أبي مسعود ، وقد حدث هذا في سنة
__________________
(١) يقول الجندي : إن الملكة قد توفيت في ذي جبلة سنة ٥٣٢ ه. وجاء هذا أيضا في الخزرجي ، وزاد بأنها بلغت من العمر ٨٨ سنة. ويقول الديبع بأنها دفنت في المسجد الذي بنته في ذي جبلة ، وذلك في مقدمة مبنى المسجد من الناحية الغربية ومضى يقول بأن حكمها (امتد إلى ما يزيد على ٣١ سنة) (كاي).
ويقول إدريس (عيون : ٧ / ٢٢٨) : إنها توفيت في غرة شعبان من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، عن اثنين وتسعين سنة من العمر ، ودفنت في جامع ذي جبلة أيسر القبلة في منزل متصل بالجامع ، وكانت هي التي تولت عمارة هذا الجامع ، وهيأت موضع قبرها فيه. كما يقول (نفسه) : وقبرها إلى اليوم يزوره جميع فرق الإسلام ، ويعترف بفضلها الخاص والعام ، ويأتي إلى قبرها من أصيب بظلم ، أو حاجة أو علة في بدنه أو بلية ، فيتشفعون بها إلى الله تعالى في كشف ما انتابهم بفضلها.
وقد رثاها كثير من الشعراء ؛ فزار قبرها القاضي حسين بن عمران بن الفضل اليامي في ذي جبلة وقال قصيدة جاء فيها :
وقفت على قبر الوحيدة وقفة |
|
وقد زيد منها مسجد وستور |
(عيون : ٧ / ٢٢٩).
ورثاها القاضي محمد بن أحمد بن عمران بقصيدة طويلة مطلعها (الصليحيون : ٢٠٩).
نأت ربة القصر الشريف عن القصر |
|
فأيأس راجي النصر فيه عن النصر |
ورثاها السلطان الخطاب بن الحسن الحجوري بقصيدة عصماء. (ديوان الخطاب : ٧١ ـ ٧٥). مطلعها :
عليك سلام الله والصلوات |
|
ورحمته ما شاء والبركات |