والاغتصاب. ومن هذا يعرفون في تاريخ الشرق بالنزاريين ، وقد نبزهم أعداؤهم بالملاحدة. ويتداول العامة في مصر إلى الوقت الحاضر كلمة فداوية التي يطلقونها عليهم بسبب المغامرات الخطرة التي اعتادوا القيام بها عند ما كانوا يقدمون أرواحهم لافتداء العقيدة الصحيحة ونشرها. ويعرفهم مؤرخر الغرب باسم الحشاشين. ويمثّل رؤساءهم إمام يقيم في بمباي يزعم أنه من سلالة نزار. ويمكن أن نضيف لهذه التحفة التاريخية ، أنه منذ سنوات قليلة تقدم الشيعة الاثني عشرية بالهند بمطالب معينة تمس حق الإسماعيلية كفرقة مستقلة في المعيشة في بمباي. واضطرت المحكمة البريطانية للبحث في هذه المطالب. وقد أصدر السير جوزيف أرنولد الذي طرحت القضية أمامه حكما دقيقا استعرض فيه تاريخ العلويين من عهد الرسول ، واستخلص منه أن فرقة خاملة الذكر قليلة العدد تعيش في بمباي قادرة على أن تثبت حقها كفرقة يعترف بها على أنها تمثل القرامطة الذين كانوا فيما مضى على جانب من القوة. وتمثل الحشاشين الذين أمن الناس أخيرا غوائلهم ، ويمثلون الدولة الفاطمية البائدة التي كانت في وقت ما دولة قوية.
حاشية [٥٦] : جاء في ابن خلدون أن ابن نجيب الدولة أغرق في البحر (١) وقد يكون هذا الخبر صحيحا وإن لم يرد ما يؤيده ، وقد نقل الخزرجي عن عمارة وصفه لنهاية ابن نجيب الدولة ، ويطابق في كافة تفصيلاته ما جاء في مؤلفنا. وذلك فيما عدا بعض الكلمات ذيلت غالبها في الحواشي التي علقت فيها على النسخة العربية المطبوعة. وقد أتى الجندي بالملاحظات التالية التي تثبت في وضوح أنها إذا كانت لا تشتمل على عبارات عمارة ذاتها فإن تغييرها قد حدث في تاريخ سابق. ثم سلمت
__________________
(١) اختلف المؤرخون في نهاية ابن نجيب الدولة فبعضهم يقول : إنه أغرق عند باب المندب كما حكاه عمارة ؛ والجندي ؛ أنباء / دار : ١٧ ؛ وبعضهم يقول : إنه وصل مصر وشهر به في القاهرة سنة ٥٢٤ (ابن ميسر : أخبار مصر : ٧٠) ؛ ويقول الخزرجي : «ولا يعلم ما جرى لابن نجيب الدولة بعد خروجه من اليمن». وكذلك أيد هذا الخبر بامخرمة : تاريخ ثغر عدن : ٢ / ١٢٤ ؛ ولكن إدريس (عيون : ٧ / ١٨٥) أيد رأي عمارة.