عبد الله الحسين ، والذي كان من مراجع عمارة. (١) ولكن عبارة : «بل الذي يلطم خيار من فيها عشرة آلاف نعل» قد صحفها النساخ.
حاشية [٥٥] : قبض الخليفة الآمر بالله على المأمون البطائحي في الرابع من رمضان سنة ٥١٩ ه. وقتل في سنة ٥٢٢ ه. ويقول المقريزي (٢) : إن المأمون اتهم بأنه أرسل ابن نجيب الدولة لبلاد اليمن ليسك عملة عليها اسم الإمام المختار محمد بن نزار (٣).
ونزار هو ابن الخليفة المستنصر ، وعند ما توفي هذا الخليفة سنة ٤٨٧ ه. اعتلى أحمد بن المستنصر العرش بمساعدة الوزير الأفضل شاهنشاه ولقب بالمستعلي بالله ، فهرب نزار إلى الإسكندرية حيث بويع بالخلافة واتخذ لنفسه لقب المصطفى لدين الله ، وما لبث أن أجبر على تسليم نفسه للأفضل ونقله إلى القاهرة حيث أعدم. وقد شايع الإسماعيلية الشرقية دعوى نزار ، ولعلهم كانوا محقين حين أكدوا أن أباه أوصى له بذلك بالملك من بعده ، فخرجوا على طاعة المستعلي وخلفائه ووسموهم بالغصب
__________________
(١) لما رأى الخليفة الفاطمي الآمر (٤٩٥ ـ ٥٢٤ ه.) أن سياسة ابن نجيب الدولة التي رسمها له الفاطميون قد تغيرت ، أرسل إليه الخليفة يستدعيه إلى مصر ، وبذلك انتهز سلاطين اليمن الذين كانوا يحقدون على ابن نجيب الدولة ، الفرصة وقاموا بدور هام مع رسول الخليفة ، فشوهوا اسم الداعي لديه ، وانتهت المؤامرة بالقبض على ابن نجيب الدولة (أنباء / دار : ٤٧).
(٢) خطط : ١ / ٤٦٣. ويقول المقريزي : «اتهم المأمون بإرسال ابن نجيب الدولة إلى اليمن لصك عملة باسم نزار» ، وهذا الكلام بعيد عن الصواب لأن الأفضل هو الذي أرسل ابن نجيب الدولة كما سبق أن أثبتنا ذلك.
(٣) النزارية هم أجداد آغا خان ويعرفون بأنهم أنصار «الدعوة الجديدة» ، وأما أتباع المستعلي فيسمون «المستعلية» ويعرفون بأنهم أنصار «الدعوة القديمة» ، ومنهم عدد كبير جدا في الهند الآن ، وهم ينسبون إلى الإمام الطيب بن الآمر بن المستعلي ، ورئيس دعوتهم هو طاهر سيف الدين سلطان البهرة (الصليحيون : ١٨٢ ـ ١٩٣).
أما عن الفرع الثاني وهو فرع النزارية ، فالذي خلق هذه الطائفة وأوجدها على وجهها المعروف في كتب التاريخ هو الحسن الصباح ، ولذلك كان يطلق على هذا المذهب أحيانا (اسم الحسنية) نسبة إلى الحسن الصباح ، أو النزارية نسبة إلى نزار (راجع كتاب دولة النزارية أجداد آغا خان تأليف الدكتور طه شرف).