أدنى صلة ، فيدرج في عداد علماء اليمن سيرة الإمام الشافعي مؤسس المذهب الشافعي ، الذي قيل بأنه ولد بهذه البلاد ، وترجمته هذه للإمام لا تكاد تزيد إلا قليلا عن مديح في صاحب الترجمة ، اعتمد فيها المؤلف على الدعوى القائلة بأن الشافعي لو لم يتخصص في الفقه لكان في عداد كبار الشعراء (١).
ويبدأ تاريخ قرامطة اليمن في الورقة الثلاثين من كتاب الجندي ، وقد ضمنت ما كتبه عنهم كتابي هذا. ويستمر الجندي في كتابة سير فقهاء اليمن في ترتيب جغرافي ، أي : طبقا للمواضع التي ولدوا بها أو سكنوها.
وفي مقدمة كتابه يخبرنا الجندي أنه استقى الكثير من معلوماته ممن سبقه من الكتاب كابن سمرة والرازي وابن جرير ومن مفيد عمارة ، ثم من كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان. وما ورد في «كشف الظنون» لحاجي خليفة عن هذه المؤلفات مقتبس فيما يبدو من الجندي ، ولم يزد أو زاد قليلا على ما جاء في تلك المقدمة.
وعنوان كتاب ابن سمرة «طبقات فقهاء اليمن ورؤساء الزمن» ومؤلفه هو أبو حفص عمر بن علي بن سمرة توفي سنة ٥٨٦ ه. كما جاء في حاجي خليفة. يقول الجندي : إن كتاب ابن سمرة يزودنا ببيان كامل عن علماء اليمن وفقهائها منذ دخول الإسلام في البلاد إلى ما بعد سنة ٥٨٠ ه. بقليل. ويبدو أن الجندي اتخذ هذا الكتاب أنموذجا نسج على منواله في تأليف كتابه.
والكتاب الفرد الذي يلي تاريخ ابن سمرة مرتبة هو ، فيما يحدثنا
__________________
(١) أدهشني أن أجد في الجندي أشعارا منسوبة للإمام الشافعي ، في لهجة تدل على الوقار ، مع أنها أبيات جاء في ابن الأثير أنها من نظم أبي المسيب رافع من زعماء بني عقيل. ويزعم الجندي أن هذه الأبيات قالها الشافعي لأمه حين كان على وشك أن يتركها لكي يخصص نفسه لدراسة الفقه ، وقد أغفل منها أبياتا لا يجوز أن يوجهها المرء إلى أمه. وقد كتبت بحثا في هذه الأشعار أثبت فيه الأبيات مع ترجمتها ، وقدمته إلى مجلة الجمعية الأسيوية الملكية مجلد ١٨ صفحة ٥١٨ (كاي).