على ٢٠٧ ورق ، نسخ سنة ٨٢٠ ه. وكتابته على وجه عام بخط جيد واضح ، وليست به كالعادة ، علامات إعجام ، ولكنا نرى أسماء الأعلام فيه مشكولة ـ سواء منها الأعلام الشخصية والجغرافية ـ وكثيرا ما توضع الحركات في عناية زائدة ، وليس للمخطوط عنوان ، ولكن مماثلته لما ورد عنه في «كشف الظنون» ، لا تدع مجالا لريبة. والظاهر أن هذه النسخة كانت في حوزة أحد أمراء الدولة الرسولية الأخيرة ، واسمه أحمد بن السلطان الظاهر يحيى الذي حكم من سنة (٨٣١ ـ ٨٤٢ ه). والكتابة المدونة على ورقة الغلاف غير واضحة عند طرف الورقة ، إذ الورقة ممزقة بعض التمزق ، بالية نوعا ، عليها لاصقات ، لكنني قرأتها فإذا هي : من كتب العبد الفقير إلى كرم الله تعالى أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس بن (علي) بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول ، عفا عنه وعن ..... (آبائه).
والاسم الكامل للجندي هو أبو عبد الله بهاء الدين (محمد؟) بن يوسف بن يعقوب ، ولكنه اشتهر باسم الجندي ، أي من بلدة الجند ، أو من أبناء قبيلة الجند ، وهي بطن من بني معافر (أجد الجندي في كافة المراجع اسمه يوسف بن يعقوب ، ولكنه في المخطوطة يسمي أباه بهذا الاسم. وذكر الخزرجي في العقود : يوسف بن يعقوب الجندي ، والد بهاء الدين المؤرخ).
وقد توفي الجندي سنة ٧٣٢ ه. ويتناول تاريخه كما ذكر الأهدل : الأحداث إلى سنة ٧٢٤ ه ، ولكن الراجح في بعض النسخ الخطية أن يتناول ما بعد سنة ٧٢٤ ه. بسنوات.
والكتاب كما يدل عليه عنوانه مجموعة من التراجم ، أغلبها تراجم لأشخاص اشتهروا بالورع والعلم ، ولم يستبعد المؤلف منها سير الأمراء والدول ، ولكنها تشغل مركزا ثانويا في كتابه ، ويعلل ذلك بقوله : إن الدول والأمراء بمنزلة أقل أهمية وخطرا من منزلة العلماء. وقد بدأ كتابه بسيرة النبي صلى الله عليه واله وسلّم ، ثم بسيرة خلفائه ، ثم يمضي في ترجمة سير كل من لهم باليمن