المطلقة ، ولكن حكمه لم يطل ، إذ توفي وخلفه ابنه أسعد.
وفي سنة ٢٨٨ ه. غزا الإمام الهادي الرسي (١) صنعاء ، وزج في السجن برؤساء بني يعفر ، ولكنهم هربوا إلى شبام ، واسترد فيها أسعد نفوذه على أتباعه ثم تمكن من إرغام الإمام على ترك صنعاء. وأخيرا فتح القرامطة (٢). صنعاء سنة ٢٩٩ ه. كما جاء في الجندي والخزرجي (٣).
وعند وفاة علي بن الفضل القرمطي سنة ٣٠٣ ه. (٤). بادر أسعد إلى توطيد سلطانه في اليمن ، وظل مسيطرا عليها حتى وفاته سنة ٣٣٢ ه. ، السنة التي بدأ فيها المسعودي تدوين كتابه ـ مروج الذهب ـ وصف فيه
__________________
(١) ورد نسبه في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٢٨ على الوجه الآتي :
يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ويقول نشوان (حور ١٩٦) : ولقبه الهادي إلى الحق ، ولد هذا الإمام سنة ٢٤٥ ه. وتوفي سنة ٢٩٧ ه. وكان عالما جليلا وخطب له بمكة سبع سنين ، (اتعاظ ١٢).
(٢) يقصد بذلك علي بن الفضل الجدني وقد اختلف المؤرخون في أمر استيلاء علي بن الفضل على صنعاء فقال صاحب الأنباء / ماضي : إنه تم سنة ٢٩٣ ه. وقال الجندي سلوك / كاي : ١٤٥ إنه كان سنة ٢٩٩ ه. والواقع أنه دخلها سنة ٢٩٣ ولكن لم يستقر أمره فيها إلا سنة ٢٩٩ (الصليحيون ص ٣٧).
(٣) أغلب هذه التفصيلات موجودة في كتاب البغية للديبع ، وعلى ذلك فهي مأخوذة من الخزرجي.
(٤) وفي قتله يقول صاحب العيون : ٥ / ٤٩ : «أمر المهدي (الخليفة الفاطمي) رجلين من أهل دعوته وممن في حضرته ، حتى وصلا إلى مدينة صنعاء ، ودخل أحدهما على علي بن الفضل مدعيا بأنه طبيب ففصده وسمه ، وخرج من عنده وبادر بالهرب هو وصاحبه».
ومات ابن الفضل ، ولكن الحمادي (كشف : ٣٥ ـ ٣٧) قال : «إن سبب موت ابن الفضل أن رجلا من أهل بغداد يقال : إنه شريف وصل إلى الأمير أسعد بن أبي يعفر ، وقال للأمير : تعاهدني وأعاهدك أني إذا قتلت هذا القرمطي كنت شريكا فيما يصل إليك» ، فعاهده على ذلك. وتمكن هذا الشريف من تنفيذ خطته وهرب ، ولكن رجال ابن الفضل لحقوا به دون نقيل صيد (معروفة الآن باسم نقيل سمارة) بإزاء قينان فقتلوه. وقد كرر هذه الرواية الجندي وزاد فيها قائلا : «إن وفاته كانت ليلة الخميس منتصف ربيع الآخر سنة ٣٠٣ ه.» (سلوك / ١٤٩) ؛ راجع الصليحيون : ٤٦ ـ ٤٧.