وأسرة بني يعفر (١) التي وطدت ملكها كدولة مستقلة في صنعاء ، كانت من سلالة التبابعة أو ملوك حمير القدماء ، كما جاء في كتاب عمارة وتاريخ ابن خلدون ، في الفصل الذي عقده في أشراف صعدة الرسيين. ويحذو ابن خلدون حذو عمارة في الكلام عنه باعتبارهم من التبابعة ، وفي موضع آخر من تاريخه حين يتناول أنساب ملوك اليمن وقبائله (٢) ، يورد لنا سلسلة نسب بني يعفر ، ومع ذلك يبدو من المتعذر أن نتابع نسبهم إلى التبابعة إلا إذا استثنينا أنهم من سلالة زرعة (حمير الأصغر) بن سبأ الأصغر.
ومن أسلافهم اثنان كانا يسميان باسم ذي حوال (٣) ، وقد يكون هذا سبب غلبة اسم «الحواليين» عليهم في كثير من المصادر. ومؤسس الدولة يعفر بن عبد الرحمن ، ونسمع به لأول مرة كما جاء في الجندي ، عند ما كان يحكم اليمن القائد التركي إيتاخ الذي نصبه الخليفة المعتصم على اليمن في سنة ٢٢٥ ه. برواية. وفي عهد الواثق (٢٢٧ ـ ٢٣٢ ه.) عزل إيتاخ وأعيد جعفر بن دينار واليا عليها (وكان قد وليها من قبل ، ثم عزل بتعيين إيتاخ) يقول ابن الأثير (٤) : إن ولاية ابن دينار على اليمن كانت سنة ٢٣١ ه. وأن هذا الحاكم الجديد دخل صنعاء في أربعة آلاف فارس وألف راجل. ويقول الجندي : إن ابن دينار هاجم يعفر بن عبد الرحمن ولكنهما تهادنا. ولما بويع المتوكل بالخلافة سنة ٢٣٢ ه. عين حمير بن الحارث حاكما على اليمن ، ولكن الحاكم الجديد عجز عن مقاومة هجمات يعفر حتى اضطر إلى العودة هاربا إلى العراق. ثم اغتيل المتوكل بعد ذلك في سنة ٢٤٧ ه. وسيطر يعفر على صنعاء والجند ، ولكنه لم يسيطر على تهامة التي كانت منذ سنة ٢٠٤ ه. خاضعة لنفوذ بني زياد.
__________________
(١) قامت دولتهم في اليمن في آخر عهد المتوكل ، وكان جدهم عبد الرحيم بن إبراهيم الحوالي نائبا عن جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي الذي كان واليا للخليفة المعتصم على نجد اليمن ، ولما توفي عبد الرحيم خلفه ابنه يعفر ؛ وهو رأس الدولة وباعث استقلالها سنة ٢٤٧ ه. واستمر أعقابه في صنعاء حتى سنة ٢٨٧ وهو من أولاد التبابعة من حمير كما حكاه عمارة / كاي : ٤.
(٢) العبر : ٢ / ٢٤٣.
(٣) كتبها ملر في صفة : حوال.
(٤) ٧ / ٨.