سنرى ، وكان حاكمها في ذلك العهد كما يقول الخزرجي (١) هو جعفر بن أحمد (إبراهيم) المناخي ، الذي سمي باسمه مخلاف جعفر ، سار علي بن الفضل إليه سنة ٢٩١ ه. ولكنه هزم واضطر بعد هزيمته إلى الارتداد والإغارة على بلاد يافع ، ولكنه ما لبث بعد ذلك بخمسة أشهر ، في سنة ٢٩٢ ه. أن عاود الهجوم على البلدة ونجح في السيطرة أولا على المذيخرة ، ثم على حصن التعكر ، ففر جعفر بن إبراهيم إلى تهامة حتى بلغ قرية القرتب في وادي نهر زبيد ، وأمده أمير زبيد (أبو الجيش إسحاق) (٢) بالرجال فاستأنف بهم القتال. ويقول الخزرجي بأنه وقعت معركة شهيرة في وادي نخلة ، قتل فيها جعفر بن إبراهيم وابن أخيه أبو الفتوح. ويقول الخزرجي بأن حكم جعفر استمر ثلاثة وأربعين سنة (٢٤٩ ـ ٢٩٢ ه).
ويقول الهمداني بأن جعفر بن إبراهيم المناخي قتل في حصن خوالة ، أو على مقربة منه ، وموضع هذا الحصن على مقربة من أحد منابع وادي نخلة. وقد زار دكتور جلازر (٣) بلدة مناخة على مقربة من شبام حراز ، ولست بحاجة إلى القول بأن هذه البلدة تختلف عن مخلاف جعفر أو إقليم المناخي الذي تسمى به أحيانا. ولم أجد ذكرا لبلدة المناخي التي زارها جلازر في كتاب الهمداني أو في مؤلفات العرب الأخرى التي هي في متناول يدي ، وربما كان إطلاق هذا الاسم على البلدة التي نحن بصددها قد وقع في تاريخ أحدث نسبيا. وذكر الهمداني «اسم المناخي» في موضع آخر ، وكتبها ملرmuller في طبعته لصفة جزيرة العرب (بالحاء) المهملة لا (بالخاء) المعجمة. والهمداني يصفها فيقول : إنها تقع عند ملتقى المجريين الرئيسيين لوادي خارد ، وأحد المجريين يأتي من صنعاء ، والآخر يجري منابعه مجاورة لشبام أقيان ، وحضور بني أزاد ، ويسمى مجراه الأعلى كما جاء في خريطة جلازر بوادي خزامر ، وفي جزئه الأدنى باسم وادي
__________________
(١) وقد نقل هذه البيانات من نفس المصدر الذي استقى منه الجندي.
(٢) هو أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم (٢٨٩ ـ ٣٧١ ه.) ؛ تاريخ ابن المجاور : (١ / ورقة ـ ٥٢).
(٣) أحد الرحالة المستكشفين لبلاد العرب في القرن ١٩ (١٨٨٥ ـ ١٩٠٨).