المناخي (١) ، ويقول : في مواضع أخرى بالفصل الذي عقده عن الحكام العباسيين لليمن ، إن مؤسس هذه القصبة هو إبراهيم بن أبي جعفر المناخي ، الذي استولى على جبل ثومان في أيام المأمون ، وعند ما ولي أحمد بن عبد الحميد حكم اليمن في سنة ٢١٣ ه. سار في العام التالي لقتال المناخي ، ولكنه هزم وقتل. ثم يعرض الجندي لرسم كلمة ثومان فيضيف بأنها مثنى كلمة ثوم. وأورد ياقوت وصف عمارة للمذيخرة (٢) ، كما أورد الجانب الأكبر من الفقرة المتعلقة بجعفر عتيق بن زياد ، كما هو واضح في التحشية التي ذيلت بها النص العربي. وقد بدأ ياقوت بيانه بقوله بأن المذيخرة تقع على جبل صبر ، وهذا خطأ لا حاجة بي إلى إثباته.
وأبو جعفر المناخي في قول الجندي ينتسب إلى ذي المثلة (٣) الحميري ، كما ينتسب إلى ذي المناخ ، واستمر عقبه إلى زمن الجندي نفسه ، وكانوا يعرفون بسلاطين قياض ، بيت عز وكرم عميم (٤).
وقد استولى إبراهيم والد جعفر على جبل ريمة ، كما استولى على ثومان ، واكتسب الأخير اسم «ريمة المناخي» ، وبسط نفوذه على الجانب الأكبر من مخلاف جعفر.
وفي كتابات الجندي والخزرجي بعض تفصيلات أخرى تتعلق بدويلة المناخي ، جاءت في معرض حديثهما عن الظروف التي انتشرت فيها مذاهب القرامطة الإسماعيلية في اليمن. وقد فتح ابن الفضل (٥) بلدة المذيخرة ، كما
__________________
(١) اسمه الحقيقي جعفر بن إبراهيم المناخي ، ويقول صاحب الأنباء / دار : ٢٠ : وهو الذي ينسب إليه مخلاف جعفر ، وقد ملك جعفر هذا خمسين سنة كما ملك أبوه إبراهيم ثلاثين سنة (صفة : ١٠٠) ؛ ولكن صاحب البغية (ورقة : ٢٩) يقول : إن مخلاف جعفر ينسب إلى جعفر مولى ابن زياد ؛ كذا ورد في تاريخ ابن المجاور (١ / ورقة : ٥٤) ؛ وهو الآن معروف بالعدين والحبيش (الصليحيون : ٣٦ هامش ١).
(٢) ياقوت : ٧ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧.
(٣) قارن بذلك صفة : ٢٠٠.
(٤) أورد (كاي) هذه الكلمات الأخيرة على أنها أعلام.
(٥) هو علي بن الفضل الجدني المتوفى سنة ٣٠٣ ه.