من عقاب معجل». وقد ولد زياد في السنة الأولى للهجرة ، وتوفي في سنة ٥٣ ه.
ولابن زياد ، رفيق يدعي الانتماء إلى سليمان بن هشام بن عبد الملك ، (ابن الخليفة الأموي هشام) الذي قتل سنة ١٣٢ ه. بين من قتلوا من ضحايا الخليفة العباسي الأول عبد الله السفاح. وسوف نشهد من بعد هذا الرفيق ، ملقبا بالمرواني نسبة إلى جده الخليفة مروان ، أبي عبد الملك.
وبنو تغلب من قبيلة معد (الإسماعيلية) ، ومن نسل ربيعة بن نزار. وكان اسم التغلبي ، رفيق محمد بن زياد ، محمد بن قاسم محمد (الأمين) بن هارون (الرشيد) وخليفته. وقد خلع الأمين عن أريكة الخلافة ، تحقيقا لصالح أخيه عبد الله المأمون ، وقبض عليه طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون ، وقتله في سنة ١٩٨ ه.
ويقال : إن الخليفة الجديد ، ظل يسر تفجعه على مقتل أخيه ، ولا يجهر به. وحدث ذات مرة ، وقد وقعت عيناه على طاهر ، أن انفجر باكيا ، فلما سئل عما أحزنه قال : إنه إنما بكا لأمر خطر بباله ، إفشاؤه عار ، وكتمانه فجيعة. ونقل هذا الخبر إلى طاهر فروعه. فما زال يرجو حتى ولي حكم خراسان ، ثم سرعان ما استقل بإدارة شؤونها. وأسس بها الدولة الطاهرية.
حاشية [٥] : في هذا الموضع من تاريخ عمارة أورد لنا الخزرجي بضع تفصيلات عن بلدة زبيد يقول : إنها دائرية الشكل ، تقع في منتصف الطريق بين الجبال والبحر ، على مسيرة نحو نصف يوم من هذين المكانين ، وإلى الجنوب يجري نهر زبيد ، وفي شمالها يجري نهر ريمة. ويصف الخزرجي في موضع آخر من كتابه أسوار زبيد فيقول : إن الحسين بن سلامة هو أول من شيدها ثم رممها منّ الله الفاتكي سنة ٥٢٠ ه. وغيرها من السنوات. ثم أعاد بنو مهدي ترميمها ، فسيف الإسلام طغتكين الأيوبي سنة ٥٨٩ ه.