فضل (١). واستباح زبيد ، وسبى الحريم. فذكر نقلة الأخبار أنه أخذ منها أربعة آلاف بكر ، سوى الجارح (٢).
ثم خرج منها يريد المذيخرة على طريق الميراد ؛ جبل شرقي زبيد. فلما صار بعسكره بموضع يسمى المداحيص (٣) أو المشاخيص [١٣٩] أمر صائحه ، فصاح بالعسكر بالنزول. فلما نزلوا ناداهم نداء الاجتماع ، فاجتمعوا إليه ، وحضر والديه. فقال (٤) لهم : قد علمتم إنما خرجتم للجهاد في سبيل الله ، وقد غنمتم من نساء الحصيب ما لا يخفى ، ولست آمنهن عليكم أن يفتنكم ، ويشغلنكم عن الجهاد [١٤٠] فليذبح كل رجل منكم ما صار معه منهن. ففعلوا ذلك ، فصار الدم في ذلك أثره سنين كثيرة ، ولذلك سمي بالمداحيص أو المشاخيص.
ثم توجه إلى المذيخرة ، فلما صار بها أمر بقطع الطرق لا سيما طريق الحج وقال : حجوا (إلى) (٥) الحرف ، موضعا بالقرب من المذيخرة ، واعتمروا إلى الثلاث ، واد بالقرب من الحرف (٦).
ولما علم أن قد استحكم له أمر اليمن. خلع عبيد بن ميمون الذي كان يظهر أنه داع إليه ، ثم كاتب صاحبه منصور بذلك ، فعاد جوابه إليه يعاتبه ويقول له : كيف تخلع طاعة من لم تنل خيرا إلا به ، وتترك الدعاء إليه ، فما تذكر (ما) بينك وبينه من العهود (٧) ، وما أخذ علينا جميعا من الوصية على الاتفاق وعدم الافتراق.
__________________
(١) انظر حاشية رقم ١٣ (كاي).
(٢) ترجمها (كاي) بأنهن النساء الأمهات.
(٣) انظر حاشية : ١٣٩ (كاي) والتعليق عليها.
(٤) في الأصل : قال.
(٥) زيادة لتوضيح المعنى.
(٦) في صفة : (٦٩) : الحرف في الأجزاء المنخفضة من سراة قدم ، ولذلك فهو لا يبعد عن الحجة. لكن إذا صح ذلك فإنه يكون بعيدا عن المذيخرة. وقد ذكرت ثالثه في نهاية ص ٩٧ والهامش رقم ١٠٠ على أنها موضع في مخلاف جعفر. انظر أيضا سبرنجر ص ١٥٣ حيث جاء فيه أن حصن ثلاث يقع قرب صنعاء (كاي).
(٧) في أنباء / ماضي ٥٤ : «كيف نخلع طاعة من لم تر خيرا إلا ببركة الدعاء إليه ، وقد أعطينا من العهود ما قد علمته».