ثم استقام أمره ، وغلب على مخلاف جعفر والجند [ثم] عزم على غزو وبها يومئذ أسعد بن إبراهيم بن (١) جعفر. فمر بذمار وأخذ حصن هران ، ودخل إليه وغالب من معه فيه بالمذهب. ولحق بقيتهم بأسعد بن يعفر. ولما سمع أسعد بن يعفر بكثرة جيوشه ، خرج من صنعاء هاربا. ودخلها ابن فضل ، يوم الخميس لثلاث مضين من رمضان سنة تسع وتسعين ومائتين [١٣٨] ، فنزل الجامع ، ونزل بقدومه مطر عظيم ، فأمر بسد الميازيب التي للجامع ، وأطلع النساء اللاتي (٢) سبين من صنعاء وغيرها ، وطلع «المنارة» ثم جعلوا يلقوهن إلى الماء منكشفات عرايا ، فمن أعجبته أخذ بها إلى المنارة وافتضها ، حتى قيل : إنه افتض عدة من البكور. وأمر ذلك الماء وتحققه على السقف ، حتى يوجد أثر ذلك إلى اليوم ، ذكره القاضي سري الآتي ذكره.
ثم إنه حلق رأسه فحلق معه موافقة مائة ألف نفس. وأمر بإخراب دار ابن عنبسة ، ظن أنه يجد بها ذهبا ، فلم يجد غير عشرة آلاف دينار. وقد (٣) كان ابن عنبسة من أعيان صنعاء ، خرج مع أسعد حين خرج ، فلما بلغه إخراب بيته ، أخذته بطنه ومات.
وحين بلغ منصور (اليمن) (٤) دخول ابن فضل صنعاء سره ذلك وتجهز حتى جاءه ، واجتمعا ، وفرح كل بصاحبه. ثم خرج ابن فضل إلى حراز (٥) ، ثم نزل المهجم فأخذها وسار إلى الكدراء فأخذها أيضا. ثم قصد زبيد ، فهرب صاحبها ، وهي يومئذ بيد أبي الجيش إسحاق بن إبراهيم بن محمد (٦) ، الواصل من بغداد ، فقتل وهرب (٧) ، وقيل قاتل ، فقتله ابن
__________________
(١) في الأصل : جعفر.
(٢) في الأصل : التي.
(٣) في الأصل : وإن كان.
(٤) زيادة لتوضيح المعنى.
(٥) جاء في خ. أن ابن فضل خرج إلى حراز وملهان والموضع الأخير يسمى أيضا ريشان (انظر ياقوت ؛ صفة ١٨ (كاي)).
(٦) من بني زياد حكم زبيد (٢٨٩ ـ ٣٧١) انظر حاشية : ١٣ (كاي).
(٧) غير مفهوم كيف قتل ثم هرب.