الناظر يومئذ هو الشيخ صواب. وكان يميل إلى الدين والتخلي للعبادة ،
فإذا عوتب على ذلك قال : القائد أبو محمد سرور هو صاحب الأمر والنهي علي [وعليكم] ، وعلى مولاتنا. وليس (شيء) يخرج عن أمره ، وهو أهل أن يتقلد أمور الناس في الثواب
والعقاب ، والحل والعقد. وترقت الحال بسرور ، حتى أخرج الوزير مفلح من زبيد ، ولم
يزل سرور يحارب مفلحا ، حتى مات مفلح في الجبال ، بعد أن جرت بينهم وقائع ، يموت
في كل واحدة منها العدد الكثير من الفريقين ، وكانت العاقبة والدولة لسرور.
وحدثني الشيخ
عبد المحسن بن إسماعيل ، وكان كاتب القائد سرور ووزيره قال : أذكر وقد سار الأمير
الشريف غانم بن يحيى الحسني في نصرة الوزير مفلح على سرور ، ومع غانم ألف فارس ،
ومن الرجال عشرة آلاف ، وانضاف ذلك إلى عسكر مفلح ، وانضمت إليها من العرب بنو
مشعل ، وهم أحلاس الخيل وفرسان الليل ، وبنو عمران ، وبنو زعل ، وبنو
حرام ، والحكميون [٩٠] في ضموم . وزحفوا إلينا ونحن في عدد يسير . وقد كتب القائد سرور إلى أهل زبيد يستنفر الناس ،
وكانت الوقعة بالمهجم ، وبعدها من زبيد ثلاثة أيام ، قال : فقلت للقائد : إن
هذا تهور ، إنما نحن في هؤلاء كقطرة في اليم ، أو لقمة في الفم. فقال : أمسك عليك
، فو الله إن الموت عندي أهون من الهزيمة ، ثم التقى الناس ، فكانت الدائرة على
مفلح
__________________