وغانم ومن معهما ، وتضاعف خطر (١) القائد سرور في نفس الموالف والمخالف. وقبل ذلك ما كان من خروج الوزير مفلح طالبا العون ، إلى أن حصل على زبيد ، على نصف مرحلة. وثار محمد بن فاتك بن جياش في زبيد حين خلت من العسكر ، فحاز (٢) محمد بن فاتك هذا (٣) ، دار الإمارة (ليلا) (٤) ، ووقف القراء بين يديه ، ففاضت البلد عليه التهنئة. ووزيره منصور بن الوزير منّ الله الفاتكي.
واستعصمت الحرة وولدها بعلو الدار ونمى (٥) الخبر إلى القائد سرور ، وهو في ساقة العسكر ، فأثنى راجعا وتسور الحصن ، ودخل المدينة ، ونادى إلى مولاته من خلف دار الملك : ارموا إليّ الحبل ، أنا فلان. ورفعه الأستاذون ، والنساء بالحبال حتى وصل إلى مولاته ، فسلم عليها وسكن روعها وقال : هذه العساكر خلفي متواصلة. ثم أخذ مئة جارية وخمسين أستاذا فألبسهم زي الرجال من الدروع والسلاح ، وفتح الطيقان (٦) ، وصاح الجميع صيحة واحدة : يا فاتك بن منصور ، هذا ومحمد بن فاتك جالس على سرير تحت طيقان الدار. ثم رماه (٧) القائد بحجر ، فلم يخطىء وجه محمد بن فاتك ، فهشمت وجهه عند تلك الصيحة العظيمة ، فانهزم هو ووزيره في تلك الساعة ومن معهما ، وخرجوا من باب البلد ليلا. ولم يصل العسكر إلى البلد إلا في الظهر من صبيحة تلك الليلة.
فهذه بعض المقدمات الموجبة لتقدم سرور على كافة أهل الدولة.
ثم ولي المهجم ، وهو كرسي ملك كبير ، ثم تشاعب (٨) العرب ،
__________________
(١) في الأصل : خط.
(٢) في الأصل : وملك والتصحيح من خ.
(٣) في الأصل : هذا محمد بن فاتك.
(٤) الزيادة من خ.
(٥) يعني : انتشر.
(٦) في الأصل : الطبقات.
(٧) في الأصل : وإن القائد رمى بحجر وأثبتنا عبارة خ ..
(٨) شاعب صاحبه أي باعده ، تشاعبوا أي تباعدوا. وبالغين تشاغب أي تعاصى وامتنع.