الناظر (١) يومئذ هو (٢) الشيخ صواب. وكان يميل إلى الدين والتخلي للعبادة ، فإذا عوتب على ذلك قال : القائد أبو محمد سرور هو (٣) صاحب الأمر والنهي علي [وعليكم](٤) ، وعلى مولاتنا. وليس (شيء) (٥) يخرج عن أمره ، وهو أهل أن يتقلد أمور الناس في الثواب والعقاب ، والحل والعقد. وترقت الحال بسرور ، حتى أخرج الوزير مفلح من زبيد ، ولم يزل سرور يحارب مفلحا ، حتى مات مفلح في الجبال ، بعد أن جرت بينهم وقائع ، يموت في كل واحدة منها العدد الكثير من الفريقين ، وكانت العاقبة والدولة لسرور.
وحدثني الشيخ عبد المحسن بن إسماعيل ، وكان كاتب القائد سرور ووزيره قال : أذكر وقد سار الأمير الشريف غانم بن يحيى الحسني في نصرة الوزير مفلح على سرور ، ومع غانم ألف فارس ، ومن الرجال عشرة آلاف ، وانضاف ذلك إلى عسكر مفلح ، وانضمت إليها من العرب بنو مشعل ، وهم أحلاس (٦) الخيل وفرسان الليل ، وبنو عمران ، وبنو زعل ، وبنو حرام ، والحكميون [٩٠] في ضموم (٧). وزحفوا إلينا ونحن في عدد يسير (٨). وقد كتب القائد سرور إلى أهل زبيد يستنفر الناس ، وكانت الوقعة بالمهجم (٩) ، وبعدها من زبيد ثلاثة أيام ، قال : فقلت للقائد : إن هذا تهور ، إنما نحن في هؤلاء كقطرة في اليم ، أو لقمة في الفم. فقال : أمسك عليك ، فو الله إن الموت عندي أهون من الهزيمة ، ثم التقى الناس ، فكانت الدائرة على مفلح
__________________
(١) في سلوك : زمام الدار.
(٢) في خ : هو الشيخ صواب.
(٣) في الأصل : وهو ، وواو العطف محذوفة في سلوك ، وفي خ.
(٤) زيادة من خ ، سلوك.
(٥) زيادة من خ.
(٦) والمراد أنهم فرسان مغاور.
(٧) من الجائز أن تكون جموع. لكن ضموم بفتح الضاد معناها كل وادي يسلك بين أكمتين طويلتين ، راجع التعليق على الحاشية : ٩٠ (كاي).
(٨) في الأصل : كثير.
(٩) في الأصل : على المهجم والتصحيح من خ.