قتله نفسه بالسم لما نظر إلى حظاياه بين الرجال ، وهن في المصبغات والطارات بأيديهن وهن يغنين.
ثم أن الأمر استقر لمنصور بن فاتك ولعبيد أبيه ، فمن أولاد فاتك الأمراء ومن عبيده الوزراء. فأما الأمراء فمنهم المنصور بن فاتك ثم فاتك بن المنصور ، وهو ابن الحرة الصالحة الحاجة ، ثم لما (١) مات فاتك ولد (٢) المنصور ، انتقل الأمر (ولم يكن له عقب) (٣) إلى ابن عمه ، واسمه أيضا الفاتك بن محمد (بن منصور) بن فاتك (٤) بن جياش. وانتقل الأمر إلى فاتك بن محمد هذا (ولم يزل إلى أن قتله عبيده في) (٥) سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وعنهم زالت الدولة ، وانتقلت إلى علي بن مهدي (٦) الخارج باليمن سنة أربع وخمسين وخمس مئة. ولم يكن لأولاد فاتك بن جياش من الأمر سوى (٧) النواميس الظاهرة من الخطبة لهم بعد بني العباس ، والسكة والركوب بالمظلة في أيام المواسم. وعقد الآراء في مجالسهم. وأما الأمر والنهي والتدبير وإقامة الحدود وإجازة الوفود فلعبيدهم الوزراء.
فهم عبيد فاتك بن جياش ، وعبيد منصور ابنه ، وهم وإن كانوا حبشة ، فلم تكن ملوك العرب تفوقهم في الحسب إلا بالنسب ، وإلا فلهم الكرم الباهر والعز الظاهر ، والجمع بين الوقائع المشهورة ، والصنائع المذكورة.
وأول من وزر منهم أنيس الفاتكي (٨) وكان من بطن في الحبشة يقال لهم الجزليون ، وملوك بني نجاح من هذا البطن ، وكان أنيس هذا جبارا
__________________
(١) في خ : علم ؛ أنباء / دار : ٤٦ ؛ سلوك / دار : ٣ / ورقة : ٤٥١.
(٢) في الأصل : وولده منصور.
(٣) زيادة من خ.
(٤) ابن منصور زائدة ، انظر الجدول في التعليق على حاشية : ١٣٠ (كاي).
(٥) زيادة من خ.
(٦) في الأصل : بتهامة.
(٧) في الأصل : مستوى.
(٨) أنباء / دار : ٤٦.