وحين خلت زبيد من عمال فاتك واستقلوا بإبراهيم بن جياش ، ثار (١) عبد الواحد بن جياش في زبيد فملكها ، وحاز دار الإمارة. وخرج الأستاذون والوصفان بمولاهم منصور بن فاتك [و](٢) أدلوه في سور البلد ليلا خوفا عليه من عبد الواحد. ولحق منصور بعبيد أبيه فاتك ، وتسلل الناس عنه وعنهم إلى عبد الواحد بن جياش حين ملك زبيد ، وكانت العسكر تحبه. ولما رأى إبراهيم بن جياش أن أخاه عبد الواحد قد سبقه إلى الأمر وإلى الحصون بزبيد ، توجه إلى الحسين (٣) بن أبي الحفاظ الحجوري (٤) ، وهو يومئذ بالجريب (٥) ، وبنو أبي الحفاظ من بني حريث بن شراحيل (٦) ، وهم ينسبون (٧) إلى همدان [٧٦]. وأما عبيد فاتك بن جياش ومولاهم المنصور بن فاتك فإنهم نزلوا بالملك المفضل بن أبي البركات الحميري صاحب التعكر ، وبالحرة السيدة الملكة بنت أحمد الصليحي بذي جبلة ، فأكرمت مثواهم ، ثم التزمت عبيد فاتك للمفضل بن أبي البركات ، بربع البلاد (٨) على نصرتهم على عبد الواحد بن جياش ، فأخرجه من زبيد وملكها لهم [وذلك في سنة أربع (٩) وخمس مئة].
وهم المفضل أن يغدر بآل فاتك ويملك البلاد عليهم ، حتى بلغه أن حصن التعكر قد ملكه جماعة من الفقهاء ، واستولوا على ملك لا ينبغي مثله لأحد. ففارق المفضل زبيد لا يلوي على أحد ، حتى كان ما قدمنا ذكره من
__________________
(١) في خ : فلما خرج عبيد فاتك من زبيد إلى هويب لقتال إبراهيم ، وخلت زبيد منهم ، ثار.
(٢) زيادة من خ.
(٣) الحسن : كما في الصليحيين ١٩٤.
(٤) الصليحيون : ١٩٤ هامش ١ ؛ عيون : ٧ / ٢٢٢ ؛ نزهة : ١ / ٨٦. وفي الأصل : الحجوروي ؛ راجع التعليق على الحاشية : ٧٦ (كاي).
(٥) بلد في سراة قدم وهي من بلاد حجور (صفة : ٦٩ ، ١١٣) ؛ الصليحيون : ٢٠٠ هامش ١.
(٦) في الأصل : شراجيل ، وهامش ٦.
(٧) في الأصل : يعودون.
(٨) أي بربع دخل البلاد.
(٩) زيادة من خ.