إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ طبرستان

تاريخ طبرستان

434/491
*

آلاف من أحمال دنانير ، وأرسل بالمتاع والجهاز إلى مازندران بقد ما كانت عليه همته ومروءته وقام بتوديع أخته والعظماء لعدة فراسخ وعند ما بلغ الخبر إلى" شاه أردشير" أمر الملوك والأمراء بأن يذهبوا إلى" جرجان" لاستقبالها وعقدت الزينات ، وأقيمت الاستراحات فى جميع الولايات وعاش أهل" طبرستان" شهر بأكمله فى سعادة وفرحة ، لا يهتمون بأى أمر سوى الاستمتاع بهذه البهجة ومشاهدة مقدم العروس ، وكانوا ينثرون الذهب والسكر من حدود" جرجان" وحتى" سارى" خطوة بعد خطوة فلما وصل المهد إلى" سارى" كان" شاه أردشير" قد أمر بإعداد إيوان وقصر يشبهان الجنة ، وكانت دنانير الذهب من كل الأنواع الركنى والآلى والجامى والشرفى والعلائى والبسطامى والدامغانى والإسترابادى تعب من الخزائن بالجاروف الذى كان يسمى فى تلك الولاية بالخيه وكانوا يلقون بهذه الأشياء الذهبية والفضية فى وسط الممرات من أول الدهليز ومن العتبة حتى أول موضع منزل العروس ، حيث كانوا ينثرون الذهب على مهدها وحان يوم الاختيار حيث يدخل الملك ولما اجتمع الملك والقمر وكان القمر فى المحاق من المرض وكان يفارق الشباب والعمر وأقام لها الملك قبرا من الطين فوق جسر وعاد بقلب محترق وعين مليئة بدموع الحسرة بحيث كانت عبرات حسراته تنساب على وجناته كما كانت العروس ، ترسل الدمع من عين روحها مثل قطرات المسك فتأجل وعد الزفاف إلى اليوم الموعود وشاهد ومشهود وقال :

ـ يوم القيامة موعد للقائنا : واحسرتاه ليت القيامة قامت.

ـ فاختطفتها صيحة الموت من أحضان المليك ، وسقطت فى آخر الأمر فيما كان يخشاه.

ـ فأى لذة من عمر الموت فى إثره ، إن متعة احتساء النبيذ لا تساوى ما يعقبها من آلام الخمار ومتاعبه.

ـ ولما كان صياح الغم والبكاء لا جدوى منهما ، فلا تنغص العيش اللذيذ فى حزن لا معنى له.

وصلت تلك الأميرة فى ذلك الأسبوع إلى حور الجنة ومضت إلى جوار فضل ورحمة ذى الجلال والإكرام ، وتشرد واضطرب حال المليك لفراق القمر ، وازدادت عرى