آخر من البلاط ، ويستنطقوه ليدلى بما عنده من كلام ، ثم يعرضون تلك الرسالة عليه ، وكان يضع المائدة مرتين كل يوم فى البلاط فى أول النهار مائدة صغيرة ، وفى آخره مائدة كبيرة وكان عدد الطباخين ثلاثمائة رجل وكانوا ينقلون الموائد من بداية زوال الشمس وحتى صلاة العصر وكانوا يقدمون على السفرة يوميا ثلاثمائة خروف وخمسين رأسا من البقر ورأسين من الخيول ومائة وثمانين حملا من السكر الأبيض وعشرة أحمال من السكر ومائتى من من اللوز ومائة من كبير من زبد الأبقار ، وشتى الاحتياجات الموجودة فى العالم ، والتى كانت لازمة لمطبخه كل يوم ، وكانوا يضعون على هذه المائدة أربعة آلاف من الخبز ، وأنواع من الطيور الداجنة ، والديوك البرية ، وطيور السمان ، والقطا وطائر الدراج والحبارى ، والطيور المائية والتى لا حصر لها ، وعند ما كانوا ينتهون من إعداد هذه المائدة كان قائد جند" الإصفهبد" يكتب قائمة بأسماء الملوك والأعيان ، ويعرضها عليه وكل من كان يأتى دوره ليجلس إلى المائدة فى ذلك اليوم كان يشير بالقلم إليه فيرسلون لإحضاره إلى البلاط وكان يعين ويحدد أماكن الجلوس ومكان كل واحد ، وذلك على تحسب مكانته وحرمته وعظمته ، وعند ما كانوا يعرضون عليه بأن الملوك والأمراء قد وصلوا إلى البلاط ، كان يقول أعدوا آلاف الموائد الخاصة فكانت تعد ثلاثمائة طبق من الأطباق الكبيرة ويضعها الطباخون فوق رؤوسهم ، ويأتون بها بحيث يرفعون واحدا بعد واحد من فوق رؤوسهم ويضعونه أمام عرشه ، فإن شاء تناول منه لقمة أو لم يتناول ثم يأمر للواقفين فى خدمته صفا على أقدامهم من الأمراء وخاصة الغلمان وأبناء الأمراء بأن ينتقلوا إلى مكان آخر ليتناولوا الطعام ، وفى البداية حين كان يأمر بإعداد مائدة العرش كان يغسل يديه بالماء ، وماء الورد ، فإن كان يوجد رسل. أو أجانب كان يرتدى الدرع والجرموق والسروال ، وإلا كان يرتدى قميصا زاهيا ويخرج من مخدعه كالسيف المجرد من غمده ، وكان الحجاب يطلقون الصيحات والصرخات حتى يعلم الجميع فى مختلف الأركان أن الملك قد حضر إلى المائدة ، وعند ما كان يجلس على العرش كان يضع السيف أمامه ، وعند ما كان ينتهى من الطعام كان الحاجب يعطيه الخلال متى يتجه الحاضرون على المائدة إلى البلاط ، وكان هو يظل جالسا على عرشه مدة ويأمر برفع الحجاب حتى يحضر أمامه الوضيع والشريف والجيش والرعية ، ليقول كل منهم ما يكون لديه من أمر ، فإن كانت هناك مظلمة كان يستمع إليها وكان يرد بالجواب اللائق والمناسب وحين لا يبقى أحد من هذا