أى مخلوق فى معسكر" الإصفهبد" أن يخلد للراحة والاسترخاء من جراء الإعداد لهذا الأمر ، وأرسل بالأعيان إلى" الدهستان" حيث صحبوا" سلطانشاه محمود" وبعث" بحسام الدولة أردشير" لاستقباله بحيث نزل معا من على ظهر الجواد وفى أحضانه ونزل" كنجينة" كى يأتى إلى" الإصفهبد" فى يوم طيب وجاء" شاه أردشير" إلى" تميشه" وعند ما وقف" المؤيد آيبه" على أموال" سلطان شاه" أسرع من" نيسابور" إلى" الدهستان" بصحبته مائة فارس ، وبعث إلى السلطان قائلا : لقد طمنطقت بنطاق العبودية والطاعة لكن لا أمان فى" مازندران" لأن ملك" طبرستان" لا يساعدك ولا ثقة للتاجيك فى الترك ، ولن تقوى على الخروج قط من" مازندار" ولن يبقى أحد من أهلك هناك حيا فلو تتوقف يوما واحدا فى" كنجينه" ، أحضر وأقبل ركابك وأنفذ لك شروط العبودية والنصيحة ، وركب فى الحال ولم يكد الجواب قد عاد من عنده حتى وصل" المؤيد" إلى خدمته وقبل يده وحمله معه ومضى به إلى" الدهستان" وأرسل فى طلب جيش" خراسان" ، وآنذاك كان قد تأذى من ابنه الأكبر" كرده بازو" والذى يعرف ب" يذدكرد" ، وذلك من خلال الرسائل التى بعثوا بها إليه وكان معظم أهالى" طبرستان" قد لجأوا إلى خدمة" كرده بازو" من جراء عناد" الإصفهبد" وسياسته وقهره وجبروته فتضاعف عدد جيشه وجنده عما لدى أبيه ، وقام معارف" مازندران" وأمراؤها وملوك" باوند" وكافة الجند والكتاب والعمال والحواشى ، وكل من كان لديه ولد من هؤلاء بإرسال أبنائهم إلى خدمته ، وكان هو الأمير الذى تغار الزهور من نضرته ذو العارض البنفسجى والقوام الياسمينى ويتميز برجاحة العقل والثبات والحكمة والشجاعة والمقدرة وتذوق الشعر ، وهو عالم بعلم الأغانى ، ولم يكن بعهدنا رام للسهم مثله كأنما كان يطلق من قوس الفلك ، ولا يزال قوسه الذى كان يطلق به السهام على الوعول فوق قبره ومن الجائز أن يكون فى موضعه حتى الآن ، والمسافة بين إصبعه وسبابته كانت عريضة وكان المهرة فى الرمى بالقوس يأتون من" العراق" و" خراسان" وأطراف العالم فلم يستطع مخلوق منهم قط أن يرمى سهما بقوسه فيقبلون القبر ويعودون أدراجهم ، اعترافا بعجزهم وكانت طبيعته تميل إلى العدل وكان يقول لو إن الله يريد الخير لأهل" طبرستان" والراحة لى فليجعلنى ملكا ذات يوم وإلا فالحكم له ، وكان علمه وفضله يفوق الحد عن ذلك الذى كان ينبغى أن يكون للأمراء ، وكان أهل" طبرستان" و" لارجان" و" جيلان" مولعين بخدمته ومؤازرته لدرجة أن والده قد غضب