مكرما معززا إلى والده وكان والده قد أسند إلى أخية والذى كان أصفر منه ولاية العهد فلم يكن لباحرب قدرة على حمل هذا الأمر وبدت الغيرة والحسد وما كان فيه من حماقة طبيعية وإهمال والده له ، ولم يكن يدرك هذا التعيس أن شؤون العالم تتعلق بالمقادير السماوية وأن الملك لله تبارك وتعالى وأنه لا ينبغى الإقدام على سفك الدماء من أجل أيام معدودة لا سيما والده ولى نعمته بحق ومربيه المطلق وهو خرج من صلبة من مجرى البول فجمع شقاء الدنيا والاخرة ، وعاونه على ذلك دناءة الصحة وقله الحياء والمروءة وفساد العقيدة فجاءة إلى والده فى ليلة من ليالى رمضان وقال له إنى سأستضيف أخى ولى العهد وأخذ اثنين من إخوته الآخرين الأطفال إلى منزله فى تلك الليلة ، واحتفظ باخوته عنده إلى وقت متأخر من الليل وكان يقدم كل ساعة وليمة جديدة بحيث إن الأب والأخوة عند ما يفرغون من الضيافة سيذهب كل منهم إلى قصره فأمر ابن الحرام هذا وغير المسلم بقطع رقاب كل أخوته ، وفى الصباح حضر مبكرا إلى القصر والده وكان الأب قد ذهب من القصر إلى الحمام ثم خرج منه وتمدد فوق سند وكان قد جلس القرفصاء أمامة كل من همام ودابوا فدخل باحرب متسللا حتى وقف خلف والده وأخرج دبوسا من كمه وضرب به على رأس والده بكلتا يديه فأسلم الروح فى الحال فهم أحد الغلمان ليقتله بالسيف فعاجلة غلمان باحرب وقتلوه على الفور ، فقال همام ودابوا مثل هذه الأمور تحدث كثيرا فى الدنيا فأمر بنقل أبيك من هنا وامضى أنت إلى أعلى المنزل فمضى هو إلى سقف المنزل وأرسل بإخوته المذبوحين إلى الميدان وألقى بهم هنالك ، وقال على الفور إنى فعلت هذا بأمر من ملك مازندران حتى لا يجرؤ الناس على مناقشته فى الأمر خوفا من ملك مازندران وأمر بإغلاق بوابات كهرود وبعث برسول إلى الشاه غازى وكان الإصفهبد بكجمور وعند ما وصل رسوله قادوه فى الحال إلى الإصفهبد فقال لماذا أتيت فقال لتبق دولة الإصفهبد لقد حضرت من عند باحرب الذى قتل والده فقال له حيث قتل والده فهل سيدخل فى طاعتى ام لا؟ فقال : هو عبدك المحقر ويقول سوف يأتى للخدمة فقال : الإصفهبد اذهب وأخبره بأننا سوف نكون فى إستندارى ويجب عليك أن تأتى على وجه السرعة ما أمكنك ، ومضى الرسول إلى باحرب وعرض عليه المودة واستعمال الإصفهبد له