ولبث أبو القاسم فى آمل مدة سبعة أشهر حتى جمادى الآخرة ٣٠٧ وأخذ الخراج بالظلم والقهر وطلب اقتسام الأرزاق مع الناس فتعب الناس فى عهده إلى أن جاء الداعى الحسن بن القاسم مرة أخرى فعدل وأنصف كما كانت عادته ورفع الأهالى أكف الضراعة طالبين من الله أن يثبت ملكه وأن تستقيم دولته ، وأقام قصورا رفيعة فى مصلى آمل وأمر جميع خواص وحشمه بأن يقيموا لأنفسهم منازل وقصور بجواره ولا ينزلوا إلى المدينة قط لتبقى قصور المسلمين مصونة وقد تحالف الإصفهبد شروين ملك الجبال وشهريار وند اوميدكوه وقالا ندفع المال على نفس النسق الذى كان فى عهد الحسن بن زيد فتحرك لحربهم السيد أبو الحسين مع ثلاثة آلاف رجل فأغار على شهريار فى كوخ ناشان وهزمه وتصالح الإصفهبد شروين وذهب إلى أبى الحسين وكان أبو العباس بن ذى الريا ستين رسولا بين شهريار والداعى أبى الحسين ويقول عمر بن أحمد فى التهنئة بفتح جرجان قصيدة مطولة :
وذب عن حوزة الإسلام مجتهدا |
|
أخوك فى فتية زهر مناجيد |
لما دعا باسمك المنصور وسطهم |
|
ولوا شلالا إلى فلّ عباديد |
لم يلق مثل الذى لاقى شريكهم |
|
بباب جرجان من قتل وتشريد |
فليس يكنى بنصر بعدها أبدا |
|
لا يرعونى لوعيد ثانى الجيد |
فأرسل السيد الميمون طائره |
|
بذاته البيض فى غربأنه السود |
فأوسعتهم قرى مرا مذاقه |
|
طعنا دراكا وضربا فى العبابيد |
بدبير مشتمل بالحزم محتنك |
|
مؤيد العزم ضديد الصناديد |
محسد وأقل الناس قد علموا |
|
من عاش فى الناس يوما غير محسود |
بدولة الحسن بن القاسم اتضحت |
|
سبل الرشاد بإحكام وتوكيد |
فالله يبقيه فينا سيدا ملكا |
|
يبنى المعالى بتأسيس وتشييد |