وأخيه سوى حصيرة
بالية وقطعة من الأجور يضعانها تحت رأسيهما فهلك معظم الأشراف وكل من بقى منهم كان
وضعه هكذا وأمر بهدم قلاع آمل وسارى وأقام القلاع فى" قوهستان" ولم يدع
شخص قط فى كل الممالك أن ينشغل بعيشه وعمارة ضياعه حيث انقطع الجميع لأجله لإقامة
القلاع والقصور والخنادق وأمور الحفر ، فأقاموا طرقا بكل أرجاء طبرستان وأقام
عليها الرباطان وجعل فيها أفراد للحراسة حتى لا يخرج شخص ويحمل خبر ظلمه وخسته
وحيثما كان يوجد شخص بدون أمره وإذنه فى أى من تلك الأربطة كان يأمر بشنقه إلى أن
بلغ ظلمه حدا لم يبلغه أحد قبله أو بعده حتى اليوم ، فلما لحق المأمون بأسلافه كان
معه أخوه إبراهيم المعتصم فبايعوه على الخلافة وشرحوا لعبد الله بن طاهر فى خراسان
أحوال مازيار وسيرته السيئة وكفره فبعث إليه برسول فتشفع لمحمد بن موسى وأخيه ولم
يسمع كلام عبد الله وأغلظ فى الجواب" للرسول" وقال سوف أطلب منهم خراج
عامين ، فعاد الرسول يائسا فكتب عبد الله بأمره لإسحق بن إبراهيم بن مصعب الذى كان
فى بلاط الخليفة فعرض الأمر على المعتصم ، فاسند مازيار أمور المسلمين وحكمهم
لبابك المزدكى وبقية الذميين المجوس فكانوا يخربون حتى المساجد ويزيلون آثار
الاسلام فقص أهل آمل مصادقة لأبى" القاسم هارون بن محمد" فكتب بالمضمون
إلى المعتصم :
(بسم الله الرحمن
الرحيم) إلى الوالى المسدد والكالى المسود والراعى المؤيد المعتصم بالله والمنتصب
فى الله" أمير المؤمنين" وخليفة رب العالمين ومستقل آمال الراجحين من
أغراض بلايا مظله وأنفاض رزايا قلة أسراء النقمة وسلباء النعمة. شدهتم البلية
وخذلتهم الجماعة فأصبحوا الرحى الأسر طحناء وبأيد الكفر رهناء أما بعد! "
أمير المؤمنين" فإن من راحة الشاكى الشكوى وبث البلوى استماع النجوى وحسبك من
خبر عيانه ومن مدع برهانه من المذرعون بالإسلام المأمونون بطاعة الإمام ، أبناء
الدعوة المهدية الدولة" المرضية" ترفهنا بها عيشا مفضرا وتمتعنا منها
دهرا منضرا حتى إذا استرجع ما أجدى وناكد وأكدى تنمر فاردى من تكل السن الوصف عن
طغيان وتحسر ركاب النعت عن عدوانه فرعانا رعاية الذئب للنقد وشردنا من بلد إلى بلد
لا يحنو على أهل ولا ولد يهشنا بعصا العصبية ويسوسنا بيد