من ظلمك فأبلغوا هذا الأمر لخالد على الفور ، فأمر بأن يحضروه وقال له : لو عزلونى من ولايتك فلن يعزلنى شخص من الانتقام ، منك وأمر بضرب رقبة التاجر ومضى إلى سارى فاستقبله أهل سارى وقدموا له التحف والهدايا ، فأقام بها فترة وقدم فى حقهم مالا كثيرا على سبيل الصدقات والصلات ، وأرسلوا" عمر بن العلاء" مرة ثانية إلى" طبرستان" بدلا منه فلما حضر خاصم ونداد هرمزد واسترد جميع" قوهستان" منه ، وجعل الخلق لا يستطيعون الحياة فى العمران فكانوا يتجولون فى الغابات وكان هو يتتبعهم فيها إلى أن أمسكوا برجل ذات يوم وأحضروه أمامه على أنه من أتباع" ونداد هرمزد" ؛ فأمر بضرب رقبته فقال له : أمنى حتى أمضى إلى مكان أعرفه فى بلادنا حيث يوجد" ونداد هرمزد" فأجاب عمر من يضمن وفاءك فقال : اترك هذا الفراش الذى أحمله على ظهرى كضمان عندك ، فضحك عمر وقال : إن يفى فسيكون الأمر قصة قوسى حاجب بن زرارة التميمى وكسرى وتلك حكاية معروفة والتى لم نذكرها هنا ويقول أحد الشعراء : ـ [وكل وفاء كان فى قوس حاجب وأنت جمعت الغدر فى قوس حاجب] ولسوف أفعل مع هذا الرجل ما فعله كسرى مع الحاجب فكانوا يجعلونه ، أمامهم ويراقبونه إلى أن قال لهم انزلوا فى مكان ما لأمضى أنا وعندما أتفقد مكانه أخبركم ، وتعاهدوا مع هذا الخسيس على هذا ومضى وأخبر ونداد هرمزد بأن يعد كمينا وحكى له كل القصة ، فأسلم هذه الجماعة للسيف وهرب فى أثناء ذلك ، فعاد" عمر بن العلاء" مع بعض من رجاله من هناك مقهورا ، فغضب عليه المهدى وبعث" تميم ابن سنان فتصالح مع الإصفهبد" ونداد هرمزد" وأشار الخليفة فبعث" يزيد بن مزيد" و" حسن بن قحطبة فأتيا الولاية وتحاربا مع ونداد حتى تغلبا عليه ، وتم الاستيلاء على كل ولايته وقتلوا الكثير من أتباعه ، وقد عثر عليه يزيد فى أثناء المعركة وضربه بالسيف على نحو ما ذكرت من قبل ، فكان يتوارى فى الغابات عاجزا وحيدا إلا من بضعة أشخاص معدودين إلى أن بعث الخليفة بابنه" موسى بن المهدى" الملقب" بالهادى" إلى" جرجان" فأرسل" ونداد هرمزد" إليه بأتباعه ليطلبوا الأمان منه ، فقبل وأقسم على ذلك فذهب ونداد هرمزد إليه واغتنم الفرصة ، وكتب رسالة إلى يزيد بأن يسلم له" قوهستان" وغادر جرجان ومضى إلى العراق وتوجه من العراق إلى بغداد ، وبينما كان يصطحب هرمزد معه بلغه فى الطريق خبر وفاة المهدى فمضى على عجالة إلى