ومعاركها وأحضر يزدجرد باو من إصطخر وأمر برد أملان وأقطاعه ولم يستطيع إقصاءه عن نفسه بسبب خصومة العرب ، إذ يجب أن يكون معه فى جميع المواقف فى طبرستان الى أن قام كاوبارة بالاستيلاء على جميع الولاية.
" ذكر أولاد جاماسب وقصة كاوباره"
وهكذا كان هذا الحال عند ما أجلسوا قباد والى أنوشروان على العرش وجاماسب الذى كان أصغر إخوته وقد مضى شرح هذا من قبل ، ومع أنه قد اتفق مع أخيه الأكبر بلاش إلا أنه هرب منه واتخذ من أرمينيا مقاما وقام بغارات من دربند على الخرز وسكلاب ، واستولى على أطراف تلك الولاية ، وتزوج هناك ورزق أبناء كان أحدهم نرسيى والذى كان صاحب حروب دربند فلما توفى خلف ابنا يدعى فيروز كان يوسف آية فى الحسن وفى رجولة رستم بن زال ، فوسع أطراف ممالكه بالقهر والغلبة حتى وصلت فالى الحدود جيلان وكافح سنوات حتى دان الناس له وانقادوا تحت لوائه ، وطلب إحدى بنات أمراء جيلان للزواج فرزق منها بابن اسمه جيلا نشأه وتنبأ المنجمون بأنه سينجب هذا الابن الذى سيكون عظيم الشأن ، فلما آل إلى الابن وهبه الحق تعالى ابنا ميمون المحيا قمرى الهيئة اسماه جيل بن جيلان نشأه صار ملكا عظيما التف حوله جميع الجيل والديلم وكان يسمع من المنجمين بانه سيؤول إليه ملك طبرستان (١٥٤).
وعين واحد من أمنائه وثقاته على جيلان وكان يجعل ثورين جيلانين بين يديه ، وجاء إلى طبرستان مترجلا وكان نائب الأكاسرة آنذاك أذر ولاش فزج بنفسه فى بلاطه ولازمه ولانشغال اهل فارس بالخصومة والحرب مع العرب كان الترك يغيرون على طبرستان ، وكان جيل بن جيلا نشاه كاوباره (صاحب الثور) مبارزا ومقاتلا ذاع صيت شجاعته فى طبرستان وجرى لقبه كاوباره على الألسنة ، قال ذات يوم لأذرولاش : بأن سوف أذهب إلى الدار حيث تركت الأبناء منذ فترة سأذهب لأتفقدهم وأعود للخدمة على الفور فسمح له وجاء إلى الولاية وجهز الجيش وأخذ عدة آلاف جيلى وديملى وجاء إلى طبرستان فلما علم أذرولاش بهذا الأمر أرسل رسولا مسرعا إلى كسرى جردمن هو ذلك الأجنبى ومن أى قوم وشرح أذرولاش أمره فأجاب ، بأنه رجل دخيل أتى أهله من أرمينيا واستولوا على جيلان وشرح له ما قام به وعلم الموابدة بهذا الأمر فقالوا إنه من أبناء جاماسب ورأوا من صلاح الأمر أن يكتبوا إلى أذر ولاش بأنه من جملة أقاربنا ووهبنا له طبرستان ويجب عليك أن تمتثل للأمر فلما وصلت الرسالة ووقف عليها كاوباره أعاد التحف والهدايا وبعث بها إلى الخدمة