معنى لام التعريف (١) ، ووجب تقدير ذلك للأحكام الدالّة عليه في اللغتين ، ولو قيل في سحر : إنّه مبنيّ كأمس لم يكن بعيدا ، وإن اختلفت الحركتان (٢).
وأمّا نحو سحير (٣) [مصغرا](٤) وضحى وعشاء وعتمة ومساء وأنت تريد ضحى يومك وعشيّته وعتمة [ليلتك ومساءها وسحرا بعينه فلو قصد فيه إلى تضمّنه معنى الحرف لبني ، ولو قصد فيه إلى العلميّة مع العدل لمنع من الصّرف ، ولكنّهم جعلوه معدولا عمّا فيه اللّام لا علما ، فلذلك انصرف ، وإنّما لم تقدّر العلميّة دون العدل لما يلزم من منع صرف عشيّة وعتمة](٥) للتأنيث والعلميّة ، وهي مصروفة باتّفاق ، ومن ثمّ لم يقل : إنّ المانع في «جمع» وبابه العدل والتعريف ، لما يلزم من منع صرف عشيّة على كلّ تقدير ، ولذلك اشترط المحقّقون أن يكون التعريف بالعلميّة ، والمانع عندنا العدل (٦) والصّفة الأصليّة المقدّرة فيه ، كأنّ أصله بمعنى مجتمع ، وقول الخليل في «جمع» : هو معرفة بمنزلة كلّهم (٧) ، يعني أنّ الإضافة مقدّرة في المعنى ، بيان لصحّة جريه على / المعرفة توكيدا لا بيان للمانع من الصرف.
وإذا سمّي بنحو جمع (٨) وأخر فعن سيبويه منع صرفه (٩) ، وعن الأخفش والكوفيّين الصّرف (١٠) بناء على اعتبار عدله الأصليّ (١١) أوّلا ، ولو سمّي بسحر فعن سيبويه صرفه عكس ما تقدّم (١٢).
__________________
(١) انظر ما تقدم ورقة : ١٢ أ.
(٢) انظر ما تقدم ورقة : ١٢ أ.
(٣) في ط : «سحر» ، تحريف. انظر العضديات : ٥٥.
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) سقط من الأصل. وأثبته عن د. ط.
(٦) في ط : «العدول» ، تحريف.
(٧) انظر الكتاب : ٣ / ٢٢٤.
(٨) في ط : «سمّي بجمع».
(٩) انظر الكتاب : ٣ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(١٠) انظر المقتضب : ٣ / ٣٧٧ ، وشرح الكافية للرضي : ١ / ٦٥ ، والهمع : ١ / ٣٦.
(١١) جاء في هامش النسخة د : «على اعتبار عدله الأصلي ، يعني لم يثبت قياسا مطردا جمع فعلاء على فعل إذا جاء جمع مذكره بالواو والنون بل على فعلاوات تحقيقا للمقابلة ، وهذا قول أبي علي الفارسي» ، ق : ١٨ ب.
(١٢) انظر الكتاب : ٣ / ٢٨٤ ، والمقتضب : ٣ / ٣٧٩.