في الاسم أكثر منه في الفعل ، وقد اعتبر اتّفاقا ، وأيضا فإنّ «فاعل» في الأسماء قليل نادر (١) كخاتم [وطابع](٢) ، وفي الأفعال كثير (٣) ، كضارب وقاتل ، ولم يعتبر باتّفاق ، فإنّك لو سمّيت رجلا بخاتم صرفته باتّفاق.
وقال : «أو يخصّه في نحو : ضرب إن سمّي به».
لأنّه لا يدخل في الأسماء إلّا بجعله علما منقولا ، وإلّا فليس [يوجد إلّا](٤) مخصوصا بالفعل ، وأمّا ما جاء من نحو : دئل اسم دويبة تشبه ابن عرس (٥) ، وقد جاء في شعر كعب بن مالك يصف جيش أبي سفيان حين غزا المدينة بعد بدر بمائتي راكب (٦) :
جاؤوا بجيش لو قيس معرسه |
ما كان إلّا كمعرس الدّئل |
|
عار من النّصر والدّعاء ومن |
أبطال أهل النّكاء والأسل |
فتسمية للجنس بما نقل عن الفعل ، [وهو دأل إذا مشى بنشاط](٧) ، أو فغير معتدّ به لشذوذه ، وأمّا اسم القبيلة فلا يرد كضرب لو سمّي به (٨).
__________________
(١) في د : «قليلة نادرة».
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) في د : «كثيرة».
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) قال الدميري : «الدئل بضم الدال وكسر الهمزة : دابّة شبيهة بابن عرس» ، حياة الحيوان : ١ / ٣٥٠. وقال : «وابن عرس بكسر العين وإسكان الراء حيوان دقيق يعادي الفأر». حياة الحيوان : ٢ / ١٧٠.
(٦) البيتان في ديوان كعب بن مالك الأنصاري : ٢٥١ ، وشواهد الشافية : ١٣ ـ ١٤ ، والأول منهما في الأشموني : ٤ / ٢٣٩ ، والمقاصد للعيني : ٤ / ٥٦٢ ، بهذه النسبة وورد بلا نسبة في الاشتقاق : ١٧٠ ، والمنصف : ١ / ٢٠ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٣٠. قوله : «معرسه» بضم الميم وسكون العين المهملة وفتح الراء وبالسين المهملة : المنزل الذي ينزل به الجيش ، المقاصد للعيني : ٤ / ٥٦٢.
والنّكاء : النكاية وهي الإصابة من العدو ، والفعل نكيت في العدو أنكي نكاية. اللسان (نكى) ، والأسل : الرماح.
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. قال ابن منظور : «الدّ ألان بالدال : مشي الذي كأنه يبغي في مشيه من النشاط». اللسان (دأل).
(٨) لعله يريد أن الأعلام لا تثبت بها أصول الأبنية ، انظر شرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٣٠ ، ٦ / ١١٣ ، وشرح الشافية للرضي : ١ / ٣٦.