تصرفه ، بخلاف رجل سمّيته برباب ، لأنّه ليس للمؤنّث في الأصل ، لأنّه اسم
للسّحاب ، وكذلك حائض وطالق ونحوه ، لأنّه مذكّر في الأصل وصف به مؤنّث ، فإن كثر استعماله لمذكّر كذراع ساغ الوجهان ، وفي نحو : شمأل وجنوب وجهان ، بناء على أنّها صفات أو أسماء مؤنّثة.
قوله : «ووزن
الفعل الذي يغلب عليه في نحو : أفعل ، فإنّه فيه أكثر منه في الاسم».
أقول : هذا قول
المتأخّرين ، وأمّا المتقدّمون فيقولون : المعتبر إمّا زنة الفعل
التي أوّلها زيادة من زيادات الأفعال ، كأحمر أو المختصّة ، وهذا أولى ، لأنّا إذا أخذنا الغلبة فلا يثبت لنا أنّ أفعل في
الأفعال أكثر منه في الأسماء ، بل ربّما يثبت عكس ذلك ، فإنّ أفعل اسما يبنى من
كلّ فعل ثلاثيّ للتفضيل فيما ليس بلون ولا عيب ، ويبنى من الألوان والعيوب لغير
التفضيل ، وقد يكون من غير «فعل» كأرنب وشبهه ، و «أفعل» في الفعل إنّما يكون عن بعض أوزان فعل وليس بالأكثر ،
ويكون عن غير فعل نادرا قليلا ، كقولك : أشكل وأغدّ ، فثبت أنّ «أفعل»
__________________