أشياء (١) قبيحة ، ولذلك يكنى بهن عن نفس الفرج ، لا عن لفظ الفرج.
وإنّما صحّ أن يقول [المصنّف](٢) : «كناية» لأنّه عدل (٣) عن ذلك اللّفظ إلى هذا لما في ذلك من الاستهجان والاستقباح ، فهذا الذي سوّغ إطلاق الكناية عليه ، وإنّما أفرده (٤) ليعلم أنّه ليس من قبيل الأعلام ، ولو كان علما لوجب منع صرف هنة ، ولوجب أن لا يضاف ، وأن لا تدخله الألف واللّام ، ولا خلاف في صحّة إضافته وإدخال اللّام عليه كالنّكرات ، وقد يكنى به عمّا لا يراد التّصريح به لغرض ، كقوله يخاطب حسن بن زيد (٥) :
الله أعطاك فضلا من عطيّته |
على هن وهن فيما مضى وهن |
يعني عبد الله وحسنا وإبراهيم بني (٦) حسن [بن حسن](٧) ، كانوا وعدوه شيئا فوفّى به حسن ، ومن ثمّ قال بعضهم يكنى به عن (٨) الأعلام (٩) أيضا (١٠) ، ونحوه قولهم في النّداء للمذكّر : «ياهناه» ، وللمؤنّث : «ياهنتاه» ، والهاء في «ياهناه» بدل من الواو عند البصريّين ، وكأنّ أصله فعال (١١) ،
__________________
(١) في د : «تعني به أشياء».
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) في ط : «يقول» ، تحريف.
(٤) في د. ط : «أورده» ، وفاعل أفرده عائد إلى الزمخشري.
(٥) البيت لإبراهيم بن هرمة ، وهو في ديوانه : ٢٣٣ ، ومجالس ثعلب : ٢١ ، والخزانة : ٣ / ٢٥٩ ، وورد بلا نسبة في الهمع : ١ / ٧٤. و «الفضل هنا : الزيادة .. وعبّر عن كل واحد منهم بهن الموضوع لما يستقبح ذكره من أسماء الجنس وليس هن هنا كناية عن علم كل منهم» الخزانة : ٣ / ٢٦١.
(٦) في الأصل. ط : «بن» ، تحريف. وما أثبت عن د. ومجالس ثعلب : ٢١ والخزانة : ٣ / ٢٥٩.
(٧) سقط من الأصل. ط ، خطأ ، وأثبته عن د ومجالس ثعلب : ٢١ ، والخزانة : ٣ / ٢٥٩.
(٨) في د : «يكنى بهن وهنة عن ..».
(٩) ذهب إلى هذا الأخفش ، انظر : شرح الكافية للرضي : ٢ / ١٣٨ ، والخزانة : ٣ / ٢٥٩.
(١٠) من قوله : «وقد يكنى به عمّا ...» إلى «أيضا» نقله البغدادي في الخزانة : ٣ / ٢٥٩ عن شرح المفصل لابن الحاجب ..
(١١) هو ما اختاره الفارسي وابن جني وابن يعيش ، انظر الحلبيات : ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، وسر الصناعة : ٦٦ ، ٥٦١ ، والمنصف : ٣ / ١٣٩ ، وشرح الملوكي : ٣٠٩ ، وذهب ابن الشجري والثمانيني إلى أن الهاء بدل عن الهمزة التي أبدلت عن واو ، انظر أمالي ابن الشجري : ٢ / ١٠١ ، وشرح الملوكي : ٣١١ ، وضعف ابن جني هذا القول في المنصف : ٣ / ١٤٢ ، وذهب بعض البصريين إلى أن الهاء أصلية ، ودفعه الفارسي وابن جني وابن الشجري وابن يعيش ، انظر الحلبيات : ٣٤٧ ، والمنصف : ٣ / ١٤٠ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ١٠١ ـ ١٠٢ ، وشرح الملوكي : ٣١١.