وقولهم : «يافل» ليس ترخيما لفلان عند سيبويه ، وإن اختصّ استعماله بالنّداء إلّا على شذوذ للضّرورة (١) ، كقوله (٢) :
في لجّة أمسك (٣) فلانا عن فل |
................. |
وإنّما هو اسم مخفّف عن فلان بالحذف كدم ، لأنّه لو كان مرخّما / عن فلان لكان يا فلا ، ولم يقل : يافلة [عن فلة ، لأن التاء ترخم في المنادى ، يقال : عائش](٤) ، وكان (٥) «يافل» بالفتح على المختار (٦) ، والكوفيّون على أنّه ترخيم لفلان ، على غير قياس (٧) ، ولذلك قال سيبويه (٨) : «ولا تقول : يافلا خذ عنّي» على القياس.
وأمّا «هن» و «هنة» فليس بعلم ، وإنّما هو اسم يوضع بإزاء المستقبحات ، وقوله (٩) : «كناية» في «هن» و «هنة» ليس كقوله : «كناية عن أسماء الأعلام» في فلان ، لأنّ ذلك علم موضوع دالا على اسم علم ، وهذا اسم موضوع بإزاء مدلول اسم آخر ، لا أنّ (١٠) مدلوله اسم ، ولذلك تقول : «كانت بينهم هنات» ، وليس تعني بالهنات ألفاظا (١١) ، وإنّما تعني
__________________
(١) انظر الكتاب : ٢ / ٢٤٨ والمقتضب : ٤ / ٢٣٧.
(٢) هو أبو النجم العجلي ، والبيت في ديوانه : ١٩٩ والكتاب : ٢ / ٢٤٨ ، ٣ / ٤٥٢ والمقاصد للعيني : ٤ / ٢٢٨ ، والخزانة : ١ / ٤٠١ ـ ٤٠٨ ، وورد بلا نسبة في المقتضب : ٤ / ٢٣٨ وأمالي ابن الشجري : ٢ / ١٠١ والأشموني : ٣ / ١٦١. اللّجّة : الجلبة. اللسان (لجج).
(٣) في د : «في لجة ـ أي : ضجة ـ أمسك».
(٤) سقط من الأصل ط. وأثبته عن د.
(٥) في د : «ولجاز» ، وفي ط : «فجاز».
(٦) أي : ينوى المحذوف من الاسم المرخم فلا يغير ما بقي ، انظر شرح التسهيل لابن مالك : ٣ / ٤٢٤ ، والارتشاف : ٣ / ١٥٧.
(٧) قوله : «على غير قياس» تعقيب على قول الكوفيين بالنظر إلى قول سيبويه ، جاء في هامش النسخة د : «يعني على قول سيبويه أما على قول الكوفيين فقياس ، لأنه لا يشترط عندهم في ترخيم الحرفين أن تكون الكلمة على خمسة أحرف بل يجوز حذف الاثنين من الرباعي للترخيم» ق : ١٣ أ، وانظر : ارتشاف الضرب : ٣ / ١٤٩ ، والأشموني : ٣ / ١٥٩ ، وشرح التصريح : ٢ / ١٨٠ ، والهمع : ١ / ١٧٧.
(٨) في الأصل ، ط : «قالوا» ، مكان «قال سيبويه» ، تحريف. وما أثبت عن د ، وانظر الكتاب : ٢ / ٢٤٨.
(٩) أي : الزمخشري.
(١٠) في ط : «لأن» ، تحريف.
(١١) في الأصل. ط : «وليس الهنات ألفاظا» ، وما أثبت عن د. وهو أحسن.