هي إلّا متخفّفة كتخفّف (١) ابن همّام ، وهو وجه في الرّدّ [على سيبويه ، ولا يكون اسم مكان](٢)
والجواب عن الأوّل أنّ الجارّ متعلّق بما دلّ عليه «مغار» ، كأنّه قال : يغير على حيّ خثعما ، وأمّا عن الثاني فلا يبعد أن يكون أراد : وما هي إلّا متخفّفة في زمان مثل زمن إغارة ابن همّام ، فوضع مغارا موضع «زمن إغارة» ، وهو معنى اسم الزّمان ، وفي الجميع تعسّف ، [لأنّ الإضمار خلاف الأصل](٣).
وقوله : «ولا يعمل شيء منها».
لأنّها أسماء لأجسام ، فلم تعمل بخلاف المصدر ، فإنّه اسم للمعنى كالفعل ، وبخلاف اسم الفاعل والمفعول ، فإنّهما صفة ، والمعنى في الصفة هو المقصود ، فجريا مجرى الفعل في ذلك ، وليس اسم الزّمان والمكان كذلك ، لأنّهما اسمان لذوات غير مذهوب بها مذهب الصفة ، فيجريا مجرى اسم الفاعل ، / ولا مجرّد المعنى (٤) فيجريا مجرى المصدر ، فمن أجل ذلك امتنع العمل فيهما ، وقول الشاعر (٥) :
كأنّ مجرّ الرّامسات ذيولها |
عليه قضيم نمّقته الصّوانع |
وتقرير الاعتراض أنّ «مجرّ» ههنا اسم للمكان ، وقد عمل في «ذيولها» ، وبيان كونه اسما للمكان أنّه أخبر عنه بقضيم ، وهو الرّقّ الأبيض يكتب فيه ، فشبّه موضع مرور الرّياح بالرّقّ المنمّق بالكتابة (٦) ، ولا يستقيم أن يكون للجرّ ، فيؤدّي إلى تشبيهه بالرّقّ ، ولا معنى لذلك.
والجواب أنّ اسم المكان قد استقرّ باستقراء لغتهم ، وتأكّد ذلك بالمعنى (٧) ، فإذا وجد ما يخالفه
__________________
(١) في د. ط : «كتخفيف».
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) جاء في حاشية د : «أي : ولا يكونان لمجرد المعنى ، يعني اسمي الزمان والمكان». ق : ١٢٩ أ.
(٥) هو النابغة الذبياني ، والبيت في شرح ديوانه : ٤٣ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ١١١ ، وشواهد الشافية : ١٠٦ ، والرامسات : الرياح الشديدة ، والقضيم : الجلد الأبيض ، شبّه آثار الديار بنقش على ظهر مبناة ، شواهد الشافية : ١٠٦
(٦) انتقد الرضي هذا التفسير ونقل عن صاحب العين أن القضيم هو الحصير المنسوج وانظر الصحاح (قضم) والمخصص : ٤ / ١٠١ ، وشواهد الشافية : ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٧) في د : «المعنى». تحريف.